في دولة مثل المملكة المتحدة ينعم مواطنوها البريطانيون بحياة متحررة من كل القيود.. كما ينعم الأجانب بالحريات نفسها في التعبير والاعتقاد وكل الأمورالشخصية, وفي بلد الحرية فيه مكفولة للجميع من دون استثناءات, ومن حق كل شخص أن يفعل ما يريد دون محاسبة, كل شئ مباح.. الاختلاط بين الجنسين في المدرسة والجامعة والعمل والأماكن والمواصلات العامة, وفي العلاقات العاطفية الخاصة, وما لم تتعارض الحرية الشخصية مع حريات الآخرين.. فلا مساءلة ولا حساب ولا عقاب.. حتي ممارسة الحب بين غير المتزوجين لا تخضع للمساءلة.. إلا إذا تمت عنوة, بل تحظي بحماية الشرطة من المتطفلين لوعن لأحدهم أن يمارسها في حديقة عامة أو أي مكان مفتوح!! في بلد كهذا.. يصبح من غير المفهوم أن يقوم أي شخص مهما بلغت خسته ونذالته باغتصاب فتاة أو سيدة أو صبي بالقوة إلا إذا كان مريضا نفسيا ويحتاج إلي علاج.. فالمجتمع مفتوح علي مصراعيه وكل أفراده متوافقون علي هذه القيم المتحررة وإن اختلفنا معها, وممارسة الحب لن تكلف أي شخص سوي أن يطلب هذا من أي واحدة تروق له في أي مكان, فإذا وافقت انتهي الأمر, وإن رفضت فلا مجال ولا معني لتكرار الطلب لأنها لن توافق أبدا مهما كان نفوذ الشخص المرفوض, هذه ثقافتهم وشأنهم. وبناء علي ما سبق أجدني في غاية الدهشة من تفاصيل الفضيحة التاريخية المدوية التي هزت أركان هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي والتي تتعلق بالنجم التليفزيوني الراحل جيمي سافيل الذي ارتكب خلال عمله في تليفزيون الهيئة الموقرة كمقدم برامج أكثرمن300 واقعة انتهاك جنسي ما بين التحرش والاعتداء علي ضحايا بينهم فتيات وأطفال ومراهقين علي مدي عمره الوظيفي 40 عاما أغلبهم في سبعينيات وثمانينات القرن الماضي قبل وفاته عن عمر يناهز84 عاما وفقا لتحريات الشرطة البريطانية سكوتلاند يارد من واقع تحقيقاتها مع130 ضحية حتي الآن. هذا الملف رغم تقادمه لم يمت.. فالضحايا مازالوا يعانون مشاعر الألم رغم وفاة الجاني, والمجتمع المتحرراهتزت أرجاءه لبشاعة الجرم, وعلامات الاستفهام حول دوافع النجم الراحل لا تنتهي لارتكابه جرائمه بالقوة فيما كان بإمكانه الحصول علي مايريد من دون اللجوء للعنف والإكراه. فالفضيحة لاتسقط بالتقادم.. والجاني تلاحقه لعنات ضحاياه في قبره.