أقام المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط أمس ورشة عمل حول الأزمة السورية وتداعيتها الاقليمية والتي تحدثت خلالها الدكتورة نورهان الشيخ عن مواقف الاطراف الداعمة للنظام السوري وقالت: رغم أن موقف روسيا والصين من الثورات العربية تميزت بصفة عامة التحفظ النسبي والتأني الواضح الذي وصل حد البطء في رد الفعل, الا إن الحالة السورية مثلت خروجا عن هذا الخط العام, وقامت باستخدام الفيتو ثلاث مرات داخل مجلس الأمن للحيلولة دون صدور قرار يخول واشنطن وشركاءها التدخل في سوريا. وتحدثت عن التطورات المستقبلية المحتملة لمواقف الدول الثلاث, وهي تفعيل تصوراتها لإنهاء الأزمة ورفض أي تدخل عسكري خارجي في سوريا تجنبا لتكرار المأساة الليبية ومن قبلها العراقية. والتأكيد علي صرورة أن يتولي السوريون تسوية أوضاع بلادهم بأنفسهم ومن دون تدخل خارجي من خلال الحوار السوري الوطني, كسبيل وحيد لحل الأزمة. وتصورت سيناريوهين لمسار الأزمة السورية وهما الانتقال السلس للسلطة أو ما يطلق عليه البعض النموذج اليمني, والذي يتضم رحيل الأسد مع الحفاظ علي النظام القائم بانتقال سلمي للسلطة إلي أحد رموز نظام الأسد أو إلي أحد رموز المعارضة المعتدلة, وهو السيناريو الذي تدعمه قرارات جنيف أو سيناريو الفوضي واستمرار الحرب الأهلية, وصوملة سوريا وتقسيمها إلي مناطق متصارعة علي غرار ما جري في العراق. وأضافت أن الدول الثلاث تفضل السيناريو الأول وتري أن فيه إنقاذا للدولة والشعب السوري, والمنطقة بأسرها. واشار الدكتور اسعد سليمان إلي ان العراق ولبنان من اكثر الدول تأثرا بهذه التغييرات موضحا ان التأثير في العراق سيكون اكبر وله تداعيات اكثر بكثير من الوضع اللبناني وذلك عدة اسباب نها ضخامة الكتلة السكانية وارتباطها بسوريا وبمحيط العراق الاقليمي, الموقع الجغرافي للعراق وقربها من منطقة الخليج وايران والتي من المتوقع ان تكون منطقة الصراع القادمة بالاضافة إلي الوضع الداخلي المتفجر في العراق. وقالت إيمان رجب الباحثة بمركز الدراسات الاستراتيجية: هناك عاملان رئيسيان, يتعلق العامل الأول بالدور الذي لعبته واشنطن والدول الأوروبية في موجة ثورات الربيع العربي الذي كان واضحا في الحالة الليبية. ويتعلق العامل الثاني, والأهمية الاستراتيجية التي أصبحت سوريا تمتلكها في الشرق الأوسط, فما يجري في سوريا سيؤثر حتما علي خريطة المشرق, وعلي خريطة الشرق الأوسط ككل, علي نحو يؤثر علي المصالح الأمريكية والأوروبية في المنطقة.