هبط سعر الجنيه المصري لأدني مستوي له منذ عام2004 أمام الدولار أمس مع استئناف الحكومة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بشأن قرض قيمته4.8 مليار دولار لسد عجز المزانية وميزان المدفوعات. وقفز الدولار اليوم نحو5 مليمات ليصل إلي6.15 جنيه للشراء و6.13 جنيه للبيع ليستمر في تحقيق أعلي معدلاته أمام الجنيه فيما يزيد علي8 سنوات وتسجل معدلات قياسية يومية جديدة. كما ارتفع اليورو بنحو قرشين ليبلغ مستوي7.82 جنيه للشراء و7.92 جنيه للبيع, بينما وصل الجنيه الاسترليني إلي مستوي9.77 جنيه للشراء و9.88 جنيه للبيع. قال محمد الأبيض رئيس شعبة الصرافة بغرفة القاهرة التجارية إن الجنيه المصري ينخفض تدريجيا رغم مفاوضات مصر مع وفد الصندوق النقد الدولي الذي يقدم قرضا بقيمة4.8 مليار دولار لسد عجز كل من الميزانية وميزان المدفوعات ويجري حاليا بالقاهرة محادثات بشأن هذا القرض. وأكد ان البنك المركزي المصري انفق اكثر من20 مليار دولار من الاحتياطيات الاجنبية لدعم الجنيه منذ الثورة وحتي الآن. واضاف ان الاقتصاد المصري شهد هبوطا عقب احداث ثورة يناير بسبب الاضطرابات السياسية مما ادي الي التراجع خاصة في الثلاثة شهور الأخيرة ليتراوح بين6.09 و6.10 للدولار وبالتالي ابتعاد السياح والمستثمرين وهما المصدران الرئيسيان لإيرادات مصر من النقد الأجنبي, ومنذ ذلك الحين يراجع الجنيه بأقل من قيمته الحقيقية نتيجة حدوث نقص في الإيرادات. وأشار إلي أن هبوط الجنيه المصري لادني مستوي منذ عام2004 أمام الدولار أدي إلي بيع المستثمرين أذون الخزانة المصرية لأن البعض يشعر بالقلق بسبب عدم تصدي البنك المركزي للضغوط التي تواجه الجنيه ويخشون من أن يكون الجنيه المصري يمر بمرحلة السقوط. ولفت إلي أن تراجع الجنيه أمام الدولار يزيد من قلق المستثمرين لأنه حدث في وقت ينخفض فيه الدولار أمام اليورة ونادرا ما يتدخل البنك المركزي بشكل مباشر للتحكم في سعر الجنيه أمام الدولار. من جهة أخري توقع تقرير حديث صادر عن بنك الاستثمار بلتون المالية القابضة ان صافي الاحتياطي الأجنبي سجل ارتفاعا نسبته29% عن الشهر السابق بينما تراجع629% عن العام السابق في أكتوبر2012, وعكس هذا الارتفاع في صافي احتياطي النقد الأجنبي زيادة بقدر0,46 مليار دولار في العملة الأجنبية والذي وصل إلي1.86 مليار دولار في أكتوبر2012, مرتفعا من1.4 مليار دولار الشهر السابق, وتم إعادة تقييم احتياطي الذهب في الوقت المحدد في نهاية العام المالي2011/2012 ليرتفع بمقداره0.56 مليار دولار من26 مليار دولار في مايو2012 إلي33 مليار دولار في يونيو.2012 واعتمد التقرير علي بعض العوامل الإيجابية في الحساب الرأسمالي والمالي والتي واجهت بعض الأساسيات الضعيفة التي استمر في التأثير علي الحساب الجاري اثناء اكتوبر2012, فأولا, تم ايداع دفعة سبتمبر التي تبلغ0.5 مليار دولار من وديعة قطر التي تبلغ2 مليار دولار في البنك المركزي المصري يوم1 أكتوبر2012, وثانيا كان من المقرر وصول الدفعة الأولي بمقدار0.5 مليار دولار من وديعة تركيا المعهودة, والتي تصل إلي مليار دولار في أكتوبر2012 كما توقع التقرير أيضا استمرار الأساسيات الضعيفة في ميزان المدفوعات المصري خلال البضع شهور القادمة, ليتم مواجهتها بالدخل الأجنبي سواء من خلال المساعدات أو لاستثمارات, وبالتالي فإن اداء الجنيه المصري, سيبقي متصلا بمقدار التمويل الخارجي الذي يصل لسد الثغرة في ميزان المدفوعات, ونتوقع أن تصل هذه الفجوة إلي9 مليار دولار في العام المالي2013/2012, وهذا أخذا في الاعتبار الاثنين مليار دولار الموعودة من قطر.