عرفها الجمهور كمطربة متميزة تقدم لونا غنائيا مختلفا يكاد يكون خاصا بها.. لكن أنوشكا استطاعت أن تثبت أنها ممثلة علي نفس المستوي من التميز حين تألقت في مسلسل قانون المراغي .. كما استطاعت أن تثبت أنها فنانة استعراضية شاملة في مسرحية أولاد الحب والغضب التي حققت في عرضها الثاني نجاحا كبيرا.. التقينا أنوشكا وسألناها *مسرحية أولاد الحب والغضب تم عرضها منذ تسع سنوات... لماذا إعادة عرضها الآن؟ هذا صحيح.. فقد تم عرض المسرحية بنفس الأبطال ونفس طاقم العمل منذ سنوات لكن لم يتم تصويرها رغم أنها حققت نجاحا كبيرا في ذلك الوقت.. لذلك رأي المسئولون في البيت الفني للمسرح إعادة عرض المسرحيات التي حققت نجاحا سابقا حتي يتم تصويرها للتمكن من عرضها تليفزيونيا وبذلك تتم ارشفتها لتدخل في ذاكرة المسرح. * كيف يمكن أن تحقق مسرحية كتبت منذ عشر سنوات نفس النجاح عند إعادة تقديمها في2010 ؟! بالفعل حققت المسرحية نفس النجاح وذلك لإنها تناقش قضايا المجتمع من بطالة وروتين وتأخر سن الزواج.. كلها مشاكل مازالت موجودة ولم تحل.. صحيح أننا اضطررنا لعمل بعض التغييرات الطفيفة لتتواكب المسرحية مع الواقع الموجود حاليا خصوصا فيما يخص الناحية السياسية.. لكن في النهاية تحقق نفس النجاح بدليل أننا اتفقنا علي تقديمها لمدة ثلاثين ليلة لكننا قدمنا العرض لمدة شهر ونصف الشهر وكان من الممكن أن يمتد لأكثر من ذلك لولا انتهاء الموسم والاقتراب من موسم الامتحانات... * ألم تحدث السنوات العشر اختلافا بين العرضين سوي بعض التغييرات البسيطة التي أجريت علي النص؟ طبعا كان هناك اختلاف أكبر بين العرضين. فخلال تلك السنوات حدثت حالة من النضج الفني والشخصي لكل ابطال العرض وهناك العديد منهم لم يكونوا معروفين أو في بداية حياتهم الفنية وأصبحوا الان اسماء لامعة.. وأنا شخصيا لم أعد انوشكا التي كنت عليها قبل سنوات خاصة بعد عرض مسلسل قانون المراغي * ما الذي تعتقدين انه قد ميزك إلي هذا الحد في قانون المراغي؟ أنا اعتبر أن قانون المراغي هو بدايتي الحقيقية في التمثيل صحيح أنني قبله كنت قد شاركت في مسلسل المرسي والبحار مع يحيي الفخراني وقد تركت به أثرا طيبا عند الجمهور لكن المساحة الأكبر والأوسع التي أعطيت لي في قانون المراغي استطعت من خلالها أن اثبت أن أنوشكا الممثلة لا علاقة لها بأنوشكا المطربة وتستطيع أن تحقق نفس النجاح بلا غناء.. فالدور كان يحتاج إلي قدرات تمثيلية عالية لإنني عندما قرأت السيناريو اكتشفت أن دوري يعتمد علي التمثيل الصامت بمعني انني سأحتاج إلي تعبيرات الوجه أكثر مما سألجأ للحوار وهذا هو أصعب أنواع التمثيل. * وكيف استطعت تقديم هذا النوع الصعب وأنت تعتبرين أنك في بدايتك الفنية التمثيلية؟! أدين بالفضل في ذلك للمخرج الرائع أحمد عبدالحميد.. لإنه مخرج حساس استطاع شحني بالانفعالات وتوجيه نظراتي وحتي نبرة صوتي التوجيه الصحيح ثم بروز كل ذلك بكاميرا تلتقط هذا الأداء وتوصله للمشاهد.. وبالتأكيد فإن كل ذلك ساعدني علي اخراج افضل ما عندي لأصل إلي هذا الأداء الذي اعجب المشاهدين وحقق لي النجاح. * إذا كنت تمتلكين هذه القدرات التمثيلية فلماذا لم نرها من قبل بالرغم من وجودك علي الساحة الفنية منذ سنوات طويلة؟ أولا لان كل شيء بأوان وأنا مؤمنة بأن كل شيء يأتي في الوقت المناسب تماما. هذا ليس معناه أنني لم أكن اتمني أن يتحقق النجاح في وقت مبكر عن هذا.. لكن المخرجين والمنتجين معذورون لإنهم لا يحبون المغامرة وإذا احتاج الدور لأداء تمثيلي عال فإنهم يفضلون احضار نجمة كبيرة أو مخضرمة بالاضافة إلي انهم كان لديهم اعتقاد بأنني مطربة فقط وأنني لا أمثل إلا إذا كان هناك غناء وهذا طبعا غير حقيقي وقد أثبته في قانون المراغي الذي لم أغن فيه اغنية واحدة ولا حتي اغنية التتر.. الوحيد الذي شعر بهذا هو المخرج أحمد عبدالحميد الذي رآني في المرسي والبحار واستطاع ان يفصل بين انوشكا المطربة وانوشكا الممثلة. * وأين هي انوشكا المطربة حاليا؟ موجودة في الحفلات اللايف وحفلاتي مستمرة في ساقية الصاوي والأوبرا وغيرها من الأماكن المحترمة. * لكن الجمهور يشعر أنك بعيدة عنه أو غير موجودة....؟! ذلك لإننا نعيش في عصر الكليب والفنان الذي لا يذاع له كليب كل نصف ساعة يشعر الناس انه غير موجود.. لكنني اقول ان الناس زهقت من الكليبات وستعود إلي الحفلات اللايف التي تستمتع فيها بالصوت والطرب الحقيقيين لذلك تعتبر الاختبار الحقيقي لأي مطرب. * مادمت تعرفين أهمية الكليب حاليا.. لماذا لم تحاولي تقديم ولو كليبا واحدا لتظلي موجودة؟ لأن متطلبات السوق الغنائي قد اختلفت وبه حالة من اللخبطة وعدم الاستقرار.. وسوق الكاسيت أصبحت مهددة نتيجة اقتحام الانترنت.. لذلك فإن الكثير من شركات الانتاج قد أفلست ولم يصمد سوي عدد قليل جدا من كبري الشركات وحتي هذا العدد القليل قد توقف عن الانتاج واصبح يعتمد علي أن يقوم المطربون الكبار بإنتاج اغنياتهم واعطائها لهم لتوزيعها.. وأنا شخصيا لا استطيع انتاج كليب اصبح يتكلف مئات الألوف لمجرد أن أظل موجودة علي الشاشة.. واعتقد ان تواجدي في عمل درامي ناجح مثل قانون المراغي أو حتي مسرحية أولاد الحب والغضب هو أهم وأقوي مائة مرة من وجودي في كليب يعرض في دقائق قليلة. * قدمت واحدا من أنجح الدويتوهات في العالم العربي وهو بلاد طيبة مع محمد منير... لماذا لم تكرري التجربة؟ فعلا هذا الدويتو حقق نجاحا نادرا.. ومازال الجمهور يطلبه في حفلاتي بالرغم من مرور خمسة عشر عاما علي تقديمه!! لكن هذا النجاح القوي يستدعي الا اقدم شيئا اقل منه فإن لم أقدم عملا أقوي منه فلابد علي الأقل أن يكون علي نفس المستوي حتي لو قدمت دويتو ثانيا مع محمد منير نفسه.. وهذا ما لم أجده طوال السنوات السابقة.. لكن علي المستوي العالمي قدمت دويتو مع مطرب اسباني اسمه انطونيو موتوس في اغنية السلام وحققت أيضا نجاحا لا بأس به. * بعد نجاحك في التمثيل في قانون المراغي.. ألا تحبين اقتحام عالم السينما؟ السينما مزغللة عيني واتمني تقديم عمل علي شاشتها.. ويعجبني جدا المستوي السينمائي الذي وصلنا اليه.. فأصبح لدينا انتاج ضخم وتقنيات عالية ننافس بها المستوي العالمي ويعجبني ان أفلام الهام شاهين وكاملة ابو ذكري وغيرهما أصبحت تشارك في مهرجانات عالمية وتحصد الجوائز.... كل هذا يغريني جدا لتقديم عمل سينمائي لكنني اعلم ان المنتجين السينمائيين هم أحرص الناس وأبعدهم عن المغامرة وذلك بسبب الانتاج الضخم الذي يتعدي عشرات الملايين لكن أتمني طبعا أن يعرض علي دور سينمائي مناسب. * والفوازير.. ألم تفكري في تقديمها خاصة أنك من الفنانات القليلات اللاتي يمتلكن موهبة الغناء والتمثيل والرقص؟ الفنان لا يتحدث عن نفسه.. بل يترك اعماله لتتحدث عنه وأنا بالفعل قدمت في أولاد الحب والغضب كل اشكال الاستعراض من تمثيل ورقص وغناء وهذا ليس شيئا سهلا لكن للأسف فإن المخرجين قد لا يشعرون بوجودي لإنني غير موجودة ب كليبات كما قلت في السابق.. لكن علي العموم فأنا أحب جدا تقديم الفوازير لكن بأفكار جديدة تناسب الشباب وتشدهم لمشاهدتها ففوازير نيللي وشيريهان برغم نجاحها الكبير لا تصلح لتقديمها حاليا.