يمتلئ العالم العربي بالكثير من العادات والتقاليد الأصلية التي قد يعود البعض منها إلي تعاليم الدين ومنها من أتي عن طريق السنن الشخصية التي ابتكرتها العقول البشرية والطبائع المختلفة في المجتمعات الشرقية. ففي اليمن, تنتشر عادة تسمي ب الزواج البدل وهي علاقة تربط مصير عائلتين في السراء والضراء, لكن سوء النتائج غير محكوم, وفي الأردن, وكعادة الشباب العربي في التقليد, تنتشر رقصة جديدة تسمي هيب هوب وهي تثير الجدل وتباين الآراء في المجتمع الأردني. فإذا قرأنا في زواج البدل سنجد أن زوجني شقيقتك وتزوج شقيقتي ويكون المهر مقابل المهر, لكن إذا انتكس زواج أحدنا, ينتكس زواج الآخر.. هذه هي معادلة زواج الشغار أو البدل المنتشر في اليمن والذي يربط مصير عائلتين بحكم عادات وتقاليد قبلية. ويبقي هذا الزواج منتشرا خصوصا في الأرياف علي الرغم من القصص الكثيرة المتداولة عن نهايات مأسوية إذ أن الزوجتين اللتين هما موضوع البدل محكومتان بعيش الظروف نفسها, فما أن تواجه إحداهن مشكلات مع زوجها أو أسرته, ينطبق الأمر عينه علي الأخري, وإن كانت علي وئام مع زوجها. ويجمع علماء دين علي أن زواج الشغار ليس من الإسلام بشيء, إلا أن كثيرين في المجتمع اليمني القبلي المحافظ يعتقدون أن ذلك الزواج يحافظ علي العلاقات بين العائلات وعلي التماسك الأسري ويحفظ المال والتركة في العائلات إذ أن البدل غالبا ما يكون في إطار العشيرة أو العائلة الواحدة. ويزيد من انتشار هذا الزواج حصول المرأة الريفية اليمنية علي قليل من التعليم وجهلها بحقوقها وعدم قدرتها علي مواجهة المجتمع والأهل. فمثلا علي وناصر تزوج كل منهما بأخت الآخر, وبعد سنوات طويلة دبت خلافات في بيت الأول انتهت بالطلاق, فيما تمسكت أخته بزوجها وأولادها, ما دفع بأخوتها وأولاد عمها إلي اقتحام منزلها لأخذها بالقوة وإجبار زوجها علي تطليقها. وتسبب ذلك بمشاجرات وبتبادل لإطلاق النار نجم عنه مقتل أحد أخوة ناصر, ليظل الثأر قائما حتي الآن بين العائلتين بحسب ما يروي سعيد الوائلي, وهو من أقارب الضحية. أما رقصة ال هيب هوب تتنامي ثقافة غناء ال هيب بوب في الأردن بين فئات الشباب المختلفة, وسط تباين آراء المجتمع الأردني فيها, فبينما يري البعض أنها تقليد للثقافة الغربية, يقول المقبلون عليها إنها أحد أنواع الفنون. انتشرت مدارس تعليم رقص الهيب هوب في عمان, وسط إقبال متزايد من الشباب وأنشئت أول مدرسة لتعليم هذا النوع من الرقص قبل سنوات, وضمت جميع المواهب الموجودة في الشارع وفقا لأحد راقصي الهيب هوب. ويري كثيرون في الشرق الأوسط في هذه الثقافة تقليدا يصفونه بالأعمي للثقافات الغربية, بينما يدافع الشباب المقبلون علي الهيب هوب عن اختيارهم, معتبرين أن هذا الرقص هو واحد من أنواع الفنون المختلفة. وأصبح الآن الرقص في الشوارع بريك دانس له منافسات ومسابقات في أمريكيا وخارجها. والهيب هوب تعتبر حركة ثقافية للسود في أمريكيا أو الأمريكيين الأفارقة وهم الأمريكيون من أصول إفريقية وقد بدأت منذ عام1970 ونشأت كرد فعل لما تعرضوا له من العنصرية ولإظهار ثقافة وفن مستقل فيهم ومن التعبير عن أنفسهم وعن المشكلات من الفقر والبطالة والعنصرية والظلم. والهيب هوب لها سمعة سيئة في أوساط الأمريكيين البيض حيث العديد منهم يعتقدون أنه يتكون من الفاحشة والعنف ومناهضة البيض والنساء والحقيقة الملاحظ من ناحية مشاركة النساء أنه قليل وأغلب الرابرية رجال ويدخلون العنصر النسائي فقط للتعبير عن الجنس.