هناك مثل يتداوله الناس يقول يموت الزمار واصابعه لا تزال تلعب.. دلالة لكل من تعود علي سلوك ما ويظل متمسكا به رغم حدوث تغير جذري في الظروف المحيطة به.. اقول وانا اشاهد مجموعات المتظاهرين التي اربكت قلب القاهرة امس وحالات الكر والفر والصدام بينهم وجميعهم رفقاء ثورة من الإخوان المسلمين والتيارات اليسارية والناصريين و6 إبريل وكفاية والتيار الشعبي وإئتلافات ثورية كل خرج ليتظاهردون هدف لاسباب مكنونة في نفسه ولا يعلمها الا هو رغم ان الوضع السياسي يسيرنحو الاستقرار وفقا لما حددوه هم علي مدي عام ونصف وكل مطالب الثورة تقريبا قد تحققت وذهب الجيش إلي ثكناته ولم يعد هناك مجلس عسكري في حالة من التظاهر اللارادي.., مرة تجدهم يرفعون شعارات لمحاسبة الرئيس ومرة الاعتراض علي احكام قضائية أو إعتراضا علي الجمعية التأسيسية لوضع الدستور.., لكن الاغرب والاعجب هو سلوك حزب الحرية والعدالة الحاكم ومشاركته في مظاهرات امس., يبدو لي ان جماعة الاخوان المسلمين وحزبها السياسي غير مصدقين حتي الان انها فازت في الانتخابات البرلمانية وانتخابات الشوري ورئاسة الجمهورية وانها تركت صفوف المعارضة بشكل كامل الي سدة الحكم في ظروف استثنائية بكل تاكيد, حيث امتلكت كل مقاليد السلطة بلا منافس, ولم يعد هناك من ينافسها او حتي يقتسم معها مراكز الحكم فاخذت تظهر علي قادتها سلوكيات متناقضة في توزيع الادوار او حتي سن قانون فمثلا يخرج نائبهم المخضرم فريد اسماعيل يدعو الرئيس محمد مرسي الي سن قانون انتخابات برلمانية جديد فيرد عليه في اليوم التالي القيادي محمود غزلان ان الجمعية التأسيسة هي التي ستسن القانون وايضا يخرج عصام العريان مهددا النائب العام بالويل والخيارات الصعبة ان لم يقبل منصب سفير مصر في الفاتيكان ويستقيل مجبرا وهي حالة غريبة تحدث في مصر لأول مرة ان يخرج نائب رئيس حزب اي كان هذا الحزب ليهدد علانية من يشغل ذلك المنصب القضائي الرفيع وترحمت علي الماضي القريب منه والبعيد وتذكرت ما قرأناه عابرا في تاريخنا الحديث كيف ظل منصب شيخ الازهر شاغرا لمدة تزيد عن6 شهور ليتم التحكيم من خبراء الدستور بين الملك فاروق ورئيس الحكومة عندما تمسك كل منهما باحقية اصدار قرار تعيين شيخ الازهر وفقا للدستور في ذلك الوقت ويبدو ان الاخوان لاتزال تعيش كوابيس الماضي القريب وتفكر في التظاهرضد نفسها باعتبارها تركت المعارضة واصبحت في سده الحكم لاسباب هي وحدها تعلمها غير مصدقين انها حصلت علي الترقية الكبري بارادة شعبية وانها اصبحت تحكم مصر من قصر رئيس جمهورية فدعت فجأة الي مظاهرة امس ضد انفسهم لتليين الحناجر والتدريب علي تلقين الراغبين في التظاهر قواعد جديدة يبدوا اننا سنسير عليها اذا رغبت قوي سياسية في القيام باي مظاهرة خاصة في ميدان التحرير. [email protected]