بعد قرار جماعة الإخوان المسلمين في مصر الذي قضي بدفع احد قادتها وهو السيد خيرت الشاطر للتنافس على منصب الرئاسة المصرية صار لزاما على الشارع المصري أن يستعد لتكرار تجربة غزة وبنسخة أصلية, ومن الممكن أن تدخل الشقيقة مصر في أتون الحرب الأهلية والانقسام, وتعدد المليشيات وحملة السلاح إضافة إلى فروع الأنفاق على الجانب الأخر ونكون أمام مجزرة حقيقية للقوانين والدساتير المصرية القديمة والجديدة والعرف السائد بين أبناء الوطن الواحد, وذلك لان منبت وعقيدة هذه الجماعة لا تؤمن بالشراكة السياسية ولا بتدوال السلطة وهي لا تذهب للديمقراطية إلا مرة واحدة ويتيمة على طريقة عود الكبريت, ولو نظرنا إلى سلوك هذه الجماعة ومنذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك لوجدنا أنها تتشابه إلى حد التطابق مع سلوك حركة حماس قبل وبعد الانتخابات التي جرت عام 2006م, ولو تابعنا هذا السلوك لوجدنا انه يستند إلى التدرج بطريقة خبيثة ومدروسة لحين الوصول إلى سدة الحكم إما من خلال اللعب ولمرة واحدة في الانتخابات أو استخدام السلاح والانقضاض على الحكم بكل الوسائل وعدم التفريط به بأي حال. لقد استطاعت هذه الجماعة أن تأخذ الشارع المصري وأحزابه السياسية على حين غرة من خلال التسريع باتجاه الانتخابات المبكرة لمجلسي الشعب والشورى وهي تعلم أن الفوز سيكون حليفها الأكيد لأنها كانت تعلم أنها الجماعة الوحيدة التي تتمتع بالتماسك في بنيتها بينما كانت الأحزاب الأخرى وعلى رأسها الحزب الوطني مدمرة من واقع الثورة إضافة إلى علمها أن شباب الثورة لن يكون بمقدورهم تشكيل أحزاب وفرز قيادات قادرة على الوقوف في وجهة مرشحي الجماعة في الوقت القريب رغم علمها أنهم كانوا وقود الثورة الأساسي. لقد قلنا وحزرنا في مقالات سابقة أن الانتخابات المصرية ستكون نتائجها لصالح الإخوان وان الذهاب إلى مليونية الاقتراع أفضل من الذهاب إلى مليونية الميدان, وكانت هذه الجماعة تعمل بالخفاء على إثارة النعرات الطائفية والعمالية والنقابية وتأنيب الشارع ضد المجلس العسكري دون أن تشارك في هذه التظاهرات والمليونيات وتحديدا بعد سقوط النظام لصالح العمل الجاد بهدف كسب المعركة الانتخابية للوصول إلى عدم وجود منافس قوي في هذه الانتخابات, وعليه ستكون هذه الجماعة الأكثر تأثيرا في صياغة وإعداد الدستور القادم بقوة حصولها على أغلبية الشارع المزيفة, وأخيرا نحن لا ننكر على هذه الجماعة أن تكون جزءا من النظام السياسي في مصر أو في أي مكان تتواجد فيه ولكن من العيب أن تتسلل هذه الجماعة على طريقة اللصوص وتغير من نهجها ومواقفها وتصريحاتها بين ليلة وضحاها بحيث مرة تقول أنها لن تخوض الانتخابات ومرة تقرر المشاركة ومرة يخرج مرشدها ويقول أن الجماعة لن ترشح احد أعضائها للرئاسة وها هي تفعل العكس, وسنكون أمام السيناريو الغزي بكل تفاصيله وبشكل أوسع واعنف وكل ذلك يحدث من خلال متطلبات أمريكية وبإخراج قطري ويا رضا الله ورضا الوالدين.