لم يكن أمس يوما عاديا بمقر النادي الأهلي بالجزيرة الذي شهد أحداثا متلاحقة جاءت ضمن سلسلة الأحداث التي تمر بها القلعة الحمراء منذ بداية العام الحالي 2012 والتي كان آخر فصولها مثول حسن حمدي رئيس النادي أمام جهات التحقيق بسبب الاتهامات المالية التي نسبت إليه قبل خروجه بكفالة قدرها مليونا جنيه. وفي أول رد فعل من رابطة مشجعي الأهلي (الألتراس) شهد مقر النادي أمس عملية اقتحام منظمة وسلمية من قرابة الألف من الألتراس الذين دخلوا النادي من خلال البوابة الخلفية المطلة علي النيل والمواجهة لمبني مجلس الإدارة دون أدني مضايقة من أفراد الأمن المكلفين بحراسة البوابات الذين لم يمنعوا الألتراس من دخول النادي بل ساعدوهم علي عملية الدخول والتجمع حول مبني مجلس الإدارة. وبالرغم من أن مقر الأهلي اعتاد الاقتحامات إلا أن اقتحام أمس جاء بمباركة أعضاء النادي والعاملين ولم يشهد أي صدامات مع امن النادي او تراشق بين الألتراس وقوات الشرطة التي انتشرت بكثافة في محيط النادي الأهلي ممثلة في قوة من الأمن المركزي، ومباحث قسم قصر النيل وقطاع غرب القاهرة الذين أيضا قاموا بتأمين اتحاد الكرة الذي فر العاملون به خوفا من اقتحام الألتراس. وردد الألتراس الهتافات المعادية لمجلس إدارة الأهلي الحالي برئاسة حسن حمدي مثل (يا حسن ارفع ايدك الأهلي هو سيدك) (الأهلي الحبيب مش حسن ولا الخطيب) و(قبضت كام إعلامي) و(مفيش حد صالح بعدك يا صالح) و(نادي الوطنية مسكوه الحرامية) و(في الجنة ياشهيد هنشوفك من جديد). واشار الألتراس إلي أعضاء النادي والعاملين مرددين هتاف (الدور عليكو. هيموتوكوا) بخلاف هتاف (إرحل). وحرص بعض قيادات الألتراس علي الجلوس مع الأعضاء والعاملين بالنادي لاقناعهم بأن المجلس الحالي يعتبر الأسوأ بين المجالس التي قادت القلعة الحمراء منذ عام 1907. وأخذوا يعددون للأعضاء مخالفات المجلس المالية والأدبية بل منهم من حمل نسخا من الكتاب الذي تم توزيعه خلال الجمعية العمومية الأخيرة للنادي منذ أسبوعين وتوضيح الخسائر المالية الفادحة في الميزانية والحسابات الختامية عن العام المالي المنقضي وأن النادي تعاقد مع 80 لاعبا في 7 مواسم لم يستفد سوي بستة لاعبين منهم فقط. الألتراس حرصوا علي عدم المشي علي النجيل أو الاقتراب من المنشآت كمؤشر إلي أن الهدف من دخول النادي ليس التخريب أو بث الرعب بل توضيح الحقائق والمطالبة برحيل مجلس حسن حمدي. الألتراس وجهوا عتابا لمحمود الخطيب في الاقتحام الرابع، وأكد قيادات الألتراس أن الخطيب فقد الكثير من مكانته في قلوب عشاق الكرة المصرية نتيجة وجوده في هذا المجلس الذي أساء لكيان عريق مثل الأهلي والرياضة المصرية. انسحاب الألتراس وخروجهم من النادي تم بشكل منظم وسريع بشكل مذهل وإن كانوا اثناء خروجهم حذروا من عواقب عودة النشاط الكروي الا بعد القصاص من مرتكبي حادث مباراة الأهلي والمصري في بورسعيد مؤكدين أنهم علي استعداد لتقديم شهداء جدد في حالة عودة النشاط. وكان يوم أمس شهد اجتماعا بين المهندس عدلي القيعي المشرف علي لجنة الكرة بالأهلي وخمسة من آباء شهداء مباراة الأهلي والمصري المكلفين بالتحدث نيابة عن الأسر المكلومة ال74 وهم الدكتور صالح فرج وعصام عبدالباري وعلي محسن وخالد أبوقراع وفوزي عطوان. وانتهي الاجتماع برفض أسر الضحايا عودة مسابقة الدوري الممتاز ونقلوا رغبة بقية الأسر بذلك بل نقلوا أيضا عدم رغبة الألتراس في الاجتماع مع العامري فاروق وزير الدولة لشئون الرياضة، إلا بعد انتهاء المحاكمات حقنا لدماء الجماهير.