إلي من رسموا علي القلب وجه الوطن أهراما ونيلا وشعبا أصيلا.., ومن تركوا علي كل شبر من أرضنا الطاهرة علامة, قلاعا من النور تحمي الكرامة, إلي من هتفوا عروبتنا تفديك منا القلوب والأرواح, إلي من بقوا وسيظلون معنا للكنانة مدي الدهر, إلي من صدقوا ما عاهدوا الله عليه, فمنهم من قضي نحبه شهيدا ومنهم من ينتظر حاملا روحه علي راحته بصدق القلوب وعزم الرجال, يحمي حمي الأوطان, إلي من ربضوا علي خط القناة, وعلي شطآنها ألقوا عتادهم وعصاهم, إلي من أعادوها للحمي وأعادوا معها أرض الفيروز قلب النيل النابض, إلي من حطموا خط برليف المنيع, وشلوا يد إسرائيل الطولي, سائلوا سيناء وشعب القناة بل سائلوا العالم كله من ضحي وسالت دماؤه طاهرة زكية تروي قصص البطولة وملاحم الفداء؟ إنهم أبطال مصر وحماة النيل البواسل, جيش الوطن وجيش الشعب وجيش العروبة. أنه في يوم السادس من أكتوبر العظيم دوت صيحة الله أكبر في الشرق نبأ يقرع الآذان في الغرب صداه, إن مصر حرة في أرضها, شعبها يبرم فيها ما يراه, لم تعد مصر طعاما سائغا لجياع الغرب من شاء طهاه, إنه الجيش المصري العظيم الذي كان حصنا ودرعا وسيفا للشعب في ثورته الخالدة ثورة الخامس والعشرين من يناير2011 المجيدة, إنهم البناءون الجدد الذين ثاروا مع الشعب فهدموا الفساد ثم سلموا القيادة والراية للشعب ممثلا في رئيسه المنتخب لبناء الأمجاد, إنهم الخالدون شهداء الجيش المصري العظيم, البناءون الحقيقيون صانعو الحضارات والثورات والمستقبل لأنهم الواقفون في ميادين التحرير وحولهم الشعب يهتفون الجيش والشعب إيد واحدة. دمتم يا جيش مصر, قيادة وجندا من أجل الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية, من أجل هذا الشعب سهرتم وحملتم وتحملتم وضحيتم بأرواحكم في ثورة أشعل الشباب نارها, وامتد تحت ناظريكم أوارها, كنتم وظللتم مع الشعب حتي كان له ما أراد بإسقاط النظام وحتي تخلي لكم الرئيس السابق عن سلطاته فتحملتموها راضين, وحافظتم علي الثورة في أوج زخمها, وكنتم الحصن الواقية ضد الإحباط والقمع والتشكيك والتشويه حافظتم علي طبيعتها السلمية, وحيث أسقطتم الأفكار السلبية عن شباب مصر, فاشتعلت الوطنية وتلألأ الانتماء ووضحت الرؤي: لمستقبل آمن معالمه حرية عدالة كرامة إنسانية. لقد كنتم سياجا منيعا للقوة المعنوية الخلاقة والخلقية واللاعنف, كنتم من ثني قوس التاريخ صوب العدالة. وكنتم ولا تزالون تؤكدون بأننا فداء لمصر حربا وسلما, لقد صنع جيش مصر مع شعب مصر التاريخ كعادته. إنكم بما قدمتموه من صور تتري للفداء والعطاء تستحقون نوبل للوطنية ولاحترامكم وتقديسكم لمعني السلام, ومعني الوطن, ومعني حقوق الإنسان في هذا المشهد التاريخي المهيب الرائع الذي كان شعاره دائما ولا يزال الجيش والشعب يد واحدة