بغباء شديد, نجحت حكومة قنديل وباقتدار في ترسيخ ثقافة لي الذراع في تعاملها مع المطالب الفئوية, وفشلت بامتياز في إدارة الأزمات التي تتلاحق منذ توليها المسئولية. وعن جدارة أيضا أخفقت في مواجهة الإضرابات التي تتواصل منذ شهور وقامت بتصديرها إلي الرئيس في اعتراف واضح بالفشل والخيبة. والمتتبع للإضرابات التي تشهدها البلاد, يتأكد أن تكلفتها أعلي من حلولها في معظم الحالات بسبب تباطؤ الحكومة في التعامل معها منذ البداية, وخذ عندك مثلا اضراب النقل العام الذي كلف الدولة الملايين, وبعد ذلك تدخل الرئيس واستجاب لمطالب المضررين, وإضراب المعلمين استمر أسابيع وانتهي بتدخل الرئيس, وإضراب أفراد الضيافة الجوية انتهي بتدخل رئاسي وخسارة تجاوزت50 مليونا, ثم انفجر إضراب الأطباء قبل أيام دون تحرك من جانب الحكومة وكأنها تنتظر تدخل الرئيس بعد أن اكتفي وزير الصحة بإصدار البيانات وتكذيب نقيب الأطباء في عدد المشاركين بالإضراب وتبادل الطرفان الاتهامات وكأن القضية في عدد المشاركين وليس في البحث عن حلول واقعية تحافظ علي حقوق الأطباء وتحفظ كرامتهم وتسهم في استمرار الخدمات الصحية بالكفاءة والجودة المناسبتين. إذن ماذا تنتظر الحكومة حتي تتدخل لحل أزمة الأطباء؟.. وما التطور الذي يمكن أن يدفعها للتدخل؟.. هل الإضراب الشامل في المستشفيات, وهو ما يعني تضرر المرضي وتعرض حياتهم للخطر, حتي تدرك الحكومة خطورة الأزمة وتحلها. الحكومات الرشيدة والمسئولة هي التي تمتلك الرؤية والبصيرة في التعامل مع القضايا الجماهيرية, وتكون لديها الآليات الحكيمة في إدارة الأزمات, بل العمل علي عدم حدوثها, مادامت في النهاية سترضخ للحل, كما حدث في العديد من القضايا السابقة, أما إذا كانت لا تملك القدرة علي اتخاذ القرار الصائب في التوقيت المناسب, فلها أن ترحل لأن الظروف التي تمر بها البلاد لا تحتمل الانتظار والتراخي ولا تصلح معها الأيدي المرتعشة التي تنتظر في كل موقف تدخلا رئاسيا, بل تحتاج حكومة ثورة بجد تتحلي بسرعة الأداء والقدرة علي اتخاذ السياسات الوقائية التي تحفظ للمجتمع استقراره وأمنه, حكومة تمتلك مهارات التفاوض مع القطاعات العمالية الثائرة ومع مواطنين يتوقون للعدالة الاجتماعية والحرية والكرامة الإنسانية. وحتي يتحقق ما نتمناه.. أناشد الرئيس التدخل لحل مشكلة الأطباء. com.Alymahmoud26@yahoo