قللت تركيا من المخاوف الدولية بشأن تصاعد التوتر بينها وبين سوريا الذي بدأ بقصف سوري مدفعي لمدينة أقجه قلعة جنوب البلاد والذي أسفر عن مقتل سيدة وأبناءها الأربعة وإصابة 13 آخرين أعقبه رد تركي، حيث أكدت أن نظام الأسد اعتذر مشيرة إلي قبولها الاعتذار بعد تعهد دمشق بعدم تكرار مثل هذا الحادث، وأعلنت أنها لا تريد حربا مع سوريا، في الوقت الذي عبرت روسيا عن قلقها إزاء تصاعد التوتر فيما أدانت بريطانيا وفرنسا الهجوم السوري. من جانبها حثت أوروبا وإيران الدولتين علي ضبط النفس، وميدانيا فيما قتل 18 من الحرس الجمهوري السوري في تفجيرات بريف دمشق. أكد مستشار بارز لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا لا تريد الدخول في حرب مع جارتها سورية. وكتب إبراهيم كالين أمس علي موقع التواصل الاجتماعي "توتير": "تركيا ليس لديها رغبة في الدخول في حرب مع سورية، لكن تركيا قادرة علي حماية حدودها وعلي رد الضربة إذا لزم الأمر"، مضيفا أن "المبادرات السياسية والدبلوماسية ستستمر". وذكرت وكالة أنباء "الأناضول" أمس أن قوات حرس الحدود ببلدة "اقجه قلعه"، التي سقطت عليها قذيفتا هاون أمس الأول الأربعاء لا زالت تواصل منذ الليلة قبل الماضية قصفها المدفعي للعديد من الأهداف العسكرية السورية التي انطلق منها القصف الذي رصدته رادرات الجيش التركي وذلك في إطار قواعد الاشتباك المتعارف عليها في إطار القوانين الدولية. ويناقش البرلمان التركي حاليا خلف الأبواب الموصدة إصدار تفويض للجيش التركي للقيام بمهام عسكرية خارج الحدود. وسيكون أساس هذا التفويض قانون يعطي الضوء الأخضر حتي الآن لقيام الجيش التركي بمهام عسكرية ضد المتمردين الأكراد شمال العراق. وقال نائب رئيس الوزراء التركي بشير اتالاي أمس إن الأولوية بالنسبة لتركيا هي التحرك بالتنسيق مع المؤسسات الدولية ردا علي إطلاق قذيفة من سوريا أسفر عن مقتل خمسة مدنيين في جنوب شرق البلاد. وقال اتالاي متحدثا الي الصحفيين بعد أن وافق البرلمان علي القيام بعمليات عسكرية خارج الحدود التركية اذا اعتبرتها الحكومة ضرورية إن تركيا مارست حقها في الرد وإن تفويض البرلمان ليس "مذكرة حرب". وفي موسكو أعربت روسيا عن قلقها البالغ من تصاعد التوتر علي الحدود السورية - التركية، داعية الجانبين إلي ضبط النفس ومراعاة السيادة وسلامة الأراضي لكل منهما. وأدانت بريطانيا أمس القصف السوري علي الأراضي التركية أمس الأول ووصفته بأنه "عمل شائن"، محذرة من أنه لا يجب أن يتكرر. كما أدانت فرنسا أمس القصف السوري لأراضي تركية حيث وصف وزير الخارجية لوران فابيوس الهجوم بأنه "انتهاك للقانون الدولي يمثل تهديدا خطيرا للسلام والأمن الدولي". ميدانيا. أعلنت لجان التنسيق المحلية ارتفاع أعداد القتلي الذين سقطوا برصاص قوات الأمن والجيش السوري النظامي إلي 72 قتيلا معظمهم في حمص وحلب وحماة. ذكرت ذلك قناة العربية الأخبارية أمس. بينما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 18 من قوات الحرس الجمهوري السوري في تفجير أعقبه إطلاق نار في قدسيا بريف دمشق.