جاء مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية ليشكل اضافة جديدة لأجندة المهرجانات السينمائية في مصر, وكان نافذة لمصر علي العديد من موجات السينما الجديدة في القارة الأوروبية ولكن ورغم المميزات التي حققها المهرجان كانت هناك العديد من السلبيات التي أبدي الضيوف الأجانب والمصريون ملاحظات كثيرة عليها. عن الإيجابيات فهي قليلة فالمهرجان فتح مجالا للحوار بين ثقافتين مختلفتين وهي الأوروبية والمصرية, وفتح مجالا للتعاون والإنتاج المشترك بين أوروبا ومصر, وقدم لجمهور الأقصر مجموعة مختلفة من الأفلام التي تعبر عن ثقافات متعددة, ولم ينحز للأفلام المصرية المشاركة كما يحدث في الكثير من المهرجانات. أما عن السلبيات وهي كثيرة فقد شهدت الدورة الأولي للمهرجان ارتباكا وسوء تنظيم رغم وجود أسماء كبيرة في إدارة المهرجان, وبدأت السلبيات منذ يوم الافتتاح بعد اعتذار المخرج خالد جلال عن الحضور هو وفرقته قبل الحفل بيومين بسبب عدم وجود تذاكر طيران له وللفرقة, مما وضع إدارة المهرجان في مأزق كبير واضطرت للاستعانة بفرقة الفنون الشعبية لمحافظة الأقصر والتي قدمت استعراضا بالتنورة في حفل الافتتاح. ولم تشهد أنشطة المهرجان من ندوات, وأفلام حضورا كبيرا خاصة الندوات التي أقيمت في قصر ثقافة بهاء طاهر لبعد المسافة حيث يقع قرب مطار الأقصر, وبه مشكلة في الصوت بسبب البهو العالي الذي يسبب صدي في الصوت, كذلك اختيار موضوعات الندوات الرئيسية كان مستهلكا وتمت اثارته أكثر من مرة في ندوات كثيرة, بالإضافة إلي أن معطم ندوات الأفلام الأوروبية لم تشهد ترجمة باللغة العربية, كذلك ندوة الفيلم المصري الوحيد بعد الموقعة المشارك في المسابقة الرسمية للروائي الطويل لم تشهد ندوتها حضورا صحفيا برغم وجود ناهد السباعي وباسم سمرة بسبب غياب مخرجي الفيلم يسري نصر الله, بالاضافة بعدم الاهتمام ببطلي فيلم غرام في الكرنك فريدة فهمي ومحمود رضا, واقامة أحتفالية, أو ندوة خاصة لهما ولم يعلم الاعلاميون بوجودهما في الأقصر إلا بالمصادفة رغم حضورهما حفل الأفتتاح. كذلك جاء حفل ختام المهرجان سيئا رغم أقامته في معبد الكرنك الذي لم يتم استغلاله سوي في عرض الصوت والضوء الذي سبق الحفل, وكان يمكن أن يكون الحفل مبهرا للعالم كله لكنه بدي ضعيفا من الناحية الفنية, وتوزيع الاضاءة علي المسرح, وبروكول تسليم الجوائز, كذلك في تقديم الحفل للصحفي جمال زايدة الذي قدم فقرات الافتتاح والختام.. كما غضب عدد كبير من الصحفيين ومخرجي الأفلام من فوز الفيلم الأسباني الولاية بجائزة الجد الذهبي, وعبروا عن ذلك بأن الفيلم سياسي أكثر منه فني, ومستوي الأفلام في المسابقات كان غير جيد, وأن بعض أعضاء لجنة التحكيم انحازوا للفيلم. وكان هناك استياء من عدم توفير مركز صحفي قريب من الإعلاميين, واقامته في المكتبة العامة التي تبعد كثيرا عن مكان اقامتهم. وقال د. محمد كامل القليوبي رئيس مجلس إدارة جمعية نون للثقافة والفنون المنظمة للمهرجان: إنه يعتذر عن الأخطاء التي وقعت في المهرجان, ويعتذر لشباب الأقصر وشباب السينمائيين لانه لم يستطع إقامة الورشة التي كانت ضمن برامج المهرجان, بعد تعنت وزير الشباب, وطلبه لمبالغ باهظة مقابل إقامتهم في نزل الطود, لكنه سيحقق هذا الوعد في الدورة القادمة, مضيفا أن هذه الدورة انطلقت بصعوبة بالغة, وامكانات محدودة. وقد تم تشكيل لجنة من الإدارة لمناقشة السلبيات وتفاديها في الدورة القادمة, بالإضافة لاختيارها لمقر دائم في محافظة الأقصر حتي يتم التنسيق للمهرجان, وبرامجه, وبالفعل تم تخصيص مكتب دائم للمهرجان لمتابعة أنشطته, بالتنسيق مع المحافظة للمتابعة طوال العام.