كشف منتدي التجارة الإفريقي الثاني بأديس أبابا والذي بدأ امس تحت شعار تعزيز التجارة البينية الافريقية وانشاء منطقة تجارة حرة علي مستوي القارة عن انه بالرغم من أن التجارة البينية الافريقية بدأت منذ وقت طويل. ظلت التجارة البينية منخفضة خلال العقد الماضي واستمرت في حدود من10 الي12 في المئة مقارنة مع63 في المئة في أوروبا. وقال المشاركون ان هناك الكثير الذي يتعين عمله لكي تصبح التجارة البينية محركا للتنمية والنمو في القارة الافريقية, وأضافوا أن التحديات التي تواجه التجارة البينية الافريقية اكثر من اي منطقة نامية اخري في العالم. وطالب المشاركون دول القارة الافريقية بالتعجيل باجراءات تعزيز التجارة البينية بهدف دفع النمو الاقتصادي والتخفيف من حدة الفقر مشيرين الي أن رغبة زعماء القارة في تعزيز التجارة البينية والتكامل والاندماج الاقتصادي تعود الي الستينات من القرن الماضي. جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدي والتي تشارك فيه مصر بوفد يضم محمد الفقي رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الشوري ومحي الدين مهابة المدير العام بادارة الجمارك والوزير المفوض بجهاز التمثيل التجاري محمد سالم وشريف محمد من وزارة التجارة والصناعة. ومن ناحية اخري قال وزير الصناعة الاثيوبي ميكونين مانيوزال في كلمته امام الجلسة الافتتاحية للمنتدي أن افريقيا اعتمدت علي سلع اولية كمصدر لعائدات التصدير وانها ليست قادرة علي زيادة الانتاجية الزراعية أو زيادة القيمة المضافة الي مواردها الطبيعية وان عددا قليلا من الدول تمكنت من تنويع صادراتها الصناعية. وقال انه يتعين علي القارة اعادة النظر في العوامل التي تؤثر علي قدرتها علي زيادة وتحقيق فرص التجارة البينية الافريقية والتنمية, واتباع سياسات متكاملة وشاملة للتجارة الاقيليمة كأداة لاحداث التنمية والتحول. ودعا الوزير الي تعزيز القدرات الانتاجية في القارة وذلك من خلال الانتقال من تصدير المنتجات الاولية الي تصنيع هذه المتتجات من خلال حشد المستثمرين الوطنيين وجذب الاستثمارات الاجنبية المباشرة. ودعا دول القارة الي تبني واتخاذ خطوات ملموسة لاضافة قيمة الي مواردها وثرواتها الخام من خلال التنمية الصناعية, مضيفا ان هذا يعني تعزيز القدرات الانتاجية للقارة, ليس فقط بتعزيز انتاجنا التنافسي ولكن أيضا بتوفير فرص العمل لزيادة دخول الافراد والتخفيف من حدة الفقر. وأضاف يتعين علينا الاستثمار في رؤوس الاموال البشرية من خلال تحسين نوعية وانتاجية مواردنا مشيرا الي أن نقل التكنولوجيا الملائمة والمناسبة يمكن أن يحدث فقط من خلال تطوير قدرات ونوعية رأس المال البشري. وشدد علي أهمية الاستثمار في البنية الأساسية من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة والاستثمار المحلي وزيادة عدد وحجم المنتجات وهو ما لا يمكن تحقيقه بدون البنية التحتية الملائمة مثل الطرق والطاقة والاتصالات والسكك الحديدية. وقال ان هناك ضرورة لبناء المؤسسات المناسبة في دول القارة موضحا انها تلعب دورا حيويا لتعزيز التجارة وجعلها تصب في صالح النمو والبطالة. وطالب كذلك بتحسين خدمات النقل والامدادات, والتي تلعب دورا في تيسير تدفق التجارة عبر انحاء القارة.