مساعدو الرئيس لم يكلفوا رسميا بمهامهم بعد.. ونتحرك من منطلق المبادرة موجة من الاحتجاجات تشهدها مصر بمختلف محافظاتها منها ما يتعلق بمطالب فئوية ومنها ما يتعلق بالاساءات التي وجهت اخيرا للرسول الكريم صلي الله عليه وسلم. ولايمكن أن ينفصل ذلك عن ملف الحوار المجتمعي الذي تولاه د. عماد عبد الغفور رئيس حزب النور اخيرا كمساعد لرئيس الجمهورية للحوار المجتمعي المختص بهذا الملف. كان لابد من معرفة رؤيته لتلك الاحتجاجات وخطة تحركه للتعامل معها فضلا عن رؤيته للفترة التي تمر بها مصر الآن; إلا أننا في حوارنا معه فاجأنا بأنه لم يكلف رسميا بعد هو وكل مساعدي ومستشاري الرئيس.. وأنه يتعامل مع تلك الاحتجاجات من موقع المبادرة وليس من موقع رسمي كاشفا عن انشاء جهاز للأزمات للتعامل مع المشكلات التي تمر بها البلاد. وإلي نص الحوار: * كيف تري موجة الاحتجاجات التي تعم مصر في الوقت الراهن؟ ** لمطالب التي ينادي بها المضربون من كل المهن علي مستوي الجمهورية هي مطالب عادلة ومشروعة في كثير منها حيث تتلخص في مجموعة من الشكاوي منها ما هو ضد تدني الأجور وسوء ظروف العمل وسوء الإدارة والتمييز في المعاملة بين العاملين في المؤسسة الواحدة. *هل تري أن تلك الاحتجاجات مناسبة للفترة التي تمر بها مصر الآن؟ ** لوضع الآن في غاية الحساسية ولابد أن ننظر من عدسة إعادة ترتيب الأوراق لأن البلاد في حاجة الآن إلي إعادة البناء. *من موقعك كمساعد لرئيس الجمهورية للحوار المجتمعي... ما هو دورك إزاء تلك الاحتجاجات؟ ** سوف نفتح حوارا معهم نضع أيدينا علي الأمور التي تؤرقهم والتي لابد من حلها بشكل سريع, وهنا لابد وأن تتعاون معنا كل الأجهزة المالية و الإدارية و التنفيذية في الدولة لمحاولة النظر في مطالبهم وتحقيقها.. فدوري مجرد منسق في هذا الأمر. *ما هو ترتيب أولويات أجندة الحوار؟ **بالتأكيد سيكون من أولوياتنا في هذا الحوار ملف تدني الاجور وسننظر في اعادة جدولتها كذلك ملف الفساد الإداري والذي يمثل قاسما مشتركا بين الكثير من الاحتجاجات كذلك سنعمل علي تفعيل الأجهزة الرقابية لمواجهته. *وكيف سيكون التحرك؟ **سننشئ جهازا للأزمات.. وسأكون كمساعد للرئيس لملف الحوار المجتمعي أحد أضلاع مثلث العمل في هذا الجهاز بحيث يكون من وظيفته وضع اليد علي المشكلات والتغلب عليها بمساعدة كل المحتجين والذين هم وطنيون ولن يقفوا أبدا ضد ما تحتاجه مصر حاليا من إعادة ترتيب البيت من الداخل, وأتوقع أن يستجيبوا لما سنطالبهم به من فض احتجاجاتهم من مظاهرات واضرابات واعتصامات. * هل تعتقد أن ذلك التحرك سيؤتي ثماره علي المدي القريب؟ ** هناك ضرورة ملحة الآن لتقديم مصلحة الوطن علي أية مصالح و أولها المطالب الفئوية, ولابد أن نكون متيقنين من أن هناك إرادة قوية لاسقاط الدولة في الوقت الحالي, وعلينا ألا نكون طرفا في تحقيق هذه الإرادة. *ماذا تقصد باسقاط الدولة؟ ومن المستفيد من ذلك؟ ** مصر الآن تؤذي في هيكلتها.. وهناك مسعي لإفشالها بفعل العديد من القوي الخارجية المتربصة بمصر, ولا توجد دولة في العالم إلا ولها أعداء ولكن هناك استغلال للوضع الذي تمر به مصر في محاولة لتفتيت قدراتها وهو ما يجب علي المحتجين إدراكه. *وهل من تحسن في أي ملف تعاني منه البلاد يعطي بارقة أمل للتعامل مع الاحتجاجات الفئوية؟ **هناك نجاح أمني تشهده البلاد لايمكن انكاره مع تحسن ملحوظ في النواحي الإدارية في العديد من الأجهزة وسنستجيب للمطالب المقبولة, وسنرجئ النظر في المطالب التي لاتتطلب السرعة في تنفيذها حاليا حتي تتحسن الأوضاع وتصل مصر إلي بر الأمان. * أيعني ذلك إعطاء الفرصة لرئيس البلاد لاعادة البناء؟ ** المرحلة الانتقالية التي مرت بها مصر قبل انتخاب رئيس الجمهورية والتي قدرت بعام ونصف العام كانت قاسية; حيث عانت فيها مصر كثيرا تمهيدا للانتقال بها من دولة عسكرية إلي دولة مدنية, وعلينا أن نعطي الفرصة للرئيس والحكومة لاثبات مهاراتهم في الإدارة وفي التعامل مع المشكلات وقدراتهم علي محاربة الفساد ووضع أسس الاستقرار السياسي و الأمني في البلاد. *وماذا عن رؤيتك للتعامل مع هذا الملف؟ ** لو توصلنا إلي اتفاق بالامتناع عاما واحدا عن الاضرابات والاعتصمات وكل الأشكال الاحتجاجية وأن نتعاهد علي العطاء فسنحقق نسب نمو هائلة وأدعو الجميع للاتفاق علي ذلك والانتظار حتي نري النتيجة. * ولماذا لم تبدأ في فتح الحوار حتي الآن؟ ** نحن لم نكلف رسميا كمساعدين ومستشارين بأية مهام تتعلق بالملفات التي أوكلت إلينا حتي الأن. *وفي رئاسة الجمهورية يبلغوننا دائما بأن عملنا بحاجة إلي قوانين وهياكل معينة تحكم الأدوار يتم إقرارها لنبدأ عملنا وكل ما قدمناه حاليا هو مجرد رؤي تجاه الملفات المرتبطة بالمجالات التي سنتولي العمل فيها. * لكن مبادرتك بالتحرك في العديد من الملفات قد تسرع بإقرار القانون لدورك كمساعد للرئيس.......؟ ** بالعكس.. فقد تحركنا في عدد من الملفات مثل ملف أبناء النوبة وغيره دون أن نحصل علي تفويض رسمي بالتحرك. *لنأخذ إضراب سائقي النقل العام مثالا حيا...كيف سيكون تحركك في ظل الدور المنوط بك من جهة وعدم تكليفك بمهامك رسميا من جهة أخري؟ ** نحن لم نخلق للكلام ثم الكلام ثم الكلام, والناس لم تعد تثق في الكلمات والوعود المعسولة. الشعب المصري الآن في حالة وعي كامل ولن يرضي إلا بالحقائق و الأرقام والجداول الزمنية للتنفيذ.. فأنا كمساعد لرئيس الجمهورية سأتحدث باسم الحكومة ولا يجوز أن يطلع كلامي فشنك مع الناس ولو سقطت مصداقيتي مرة فقد سقطت للأبد. *ننتقل إلي ملف آخر هو في صميم مهمتك كمساعد للرئيس ألا وهو الاساءة للرسول الكريم من خلال وسائل الاعلام الغربية...... ** الرسول صلي الله عليه وسلم أعظم من أن تهز صورته أفلام فاجرة أو تصرفات جاهرة فالرسول منذ بعثته و هو يتعرض لمثل تلك الأكاذيب ولم يتأثر بها لحظة, والقرآن والدين الاسلامي و الأخلاق نتعلم منهم كيف نتعامل مع مثل تلك الأمور فقد وصف الكفار النبي بأنه شاعر ومجنون وكافر وأبتر وهذا مذكور في أقدس الكتب السماوية وهو القرآن الكريم فلابد أن نعود للسنة لنجد المزيد من الإيضاح والرحمة وسبل التفاهم. *وما تعليقك علي المظاهرات التي شهدتها ساحة السفارة الأمريكية و ما تلاها من تطورات؟ ** كل إناء ينضح بما فيه, وهذا إنسان ثقافته ضعيفة وتقوم علي السباب والشتائم.. وفي المقابل لابد وأن ننشر ونوضح ثقافة وأخلاق عظمة الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم وكما يقول المثل الشهير: لن يضر السحاب نباح الكلاب فعلينا أن نحول طاقتنا إلي طاقة عمل ودعوة وبيان وليس إلي مظاهرات بهذا الشكل. *هل يعني ذلك أنك ضد التظاهر إزاء هذه الاساءات؟ **أنا لا أقصد ألا نغضب ولكن علينا ألا ننجر وألا ننقاد لتلك المحاولات التي من شأنها افسادنا و اظهار صورة خاطئة عنا.. فهل يعقل مثلا أن تتسبب رسمة كاريكاتير في مساحة10 سم من جريدة في إحداث حالة الغضب الهائلة التي تشهدها مصر والعالم العربي حاليا. *إذا كانت لك كلمة في نهاية الحوار فلمن توجهها وماذا تقول فيها؟ **أوجه كلمة إلي الرئيس الجمهورية د. محمد مرسي فالحمل عليه ثقيل والتركة التي ورثها تركة عظيمة أعانه الله عليها و أوجه نداء للشعب المصري بأن يكون علي مستوي تحمل الأمانة والتكاتف للوصول بمصر إلي بر الأمان لنكون في طليعة دول العالم وأن نحقق ما ذكره الله في قرآنه ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين.