سريعا أطلقت رسائل الإعلام الأمريكية سيلا من الأكاذيب وقلب الحقائق بشأن غضب المسلمين العارم إزاء الفيلم المسيء للرسول والذي لا أوافق علي أن يصل إلي حد العنف والاعتداء علي البعثات الدبلوماسية فواشنطن تتعجب لعدم شعور المسلمين بالامتنان لها إزاء ما تدعيه من منح الدول الإسلامية للحرية والديمقراطية!. أقول لكم يا سادة إن المصريين والعرب حرروا أنفسهم بأنفسهم وإنكم لم تدعموا الثورات الديمقراطية إلا لحفظ ماء الوجه أمام العالم بعدما خرج الوضع عن السيطرة وبعدما أيقنتم أن الأنظمة الديكتاتورية التي ظللتم تدعمونها وتدعم مصالحكم في المنطقة العربية لعقود إلي زوال لا محالة. - لا يخفي علي أحد أن دعم أمريكا للمعارضة في الخارج أمر ليس بجديد وكان من الأولي أن تصدر واشنطن قانونا يجرم نشر أو إنتاج أي مواد من شأنها أن تسخر من الأديان والرسل وعدم وضع حجج حرية التعبير لإنتاج مثل هذه الأفلام التي تشعل نار الكراهية في العالم أجمع بين المسلمين والمسيحيين، وأود أن أذكر أمريكا بأنها هي نفسها التي أصدرت قانون باتريوت في أعقاب هجمات 11 سبتمبر والذي أطلق العنان للتصنت والتجسس وهو أمر يتنافي تماما مع الحرية والديمقراطية التي تدعي أنهما صناعة أمريكية خالصة! - لا تندهشوا أيها الأمريكيون حيث أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل قد جلبا باستمرار العنف والقتل والمذابح وغرف الاعتقال إلي العالم الإسلامي، مما أسفر عن قتل روتيني للأبرياء من الرجال والنساء والأطفال، فاعذروا أسر هؤلاء الضحايا علي الشعور بالكراهية تجاهكم! أريد أن أذكركم في عجالة بقصف غزة وغزو لبنان، والقمع لما يقرب من خمسة عقود للفلسطينيين، إلي جانب غزو العراق وأفغانستان وغزو ليبيا تحت مسمي التدخل الإنساني بينما هو تدخل من أجل أبار البترول إلي جانب حملة الطائرات بدون طيار التي أطلقتها واشنطن في أفغانستان وباكستان تحت مسمي استهداف المتشددين بينما يقع نتيجة هذه الحملات مئات الضحايا الأبرياء غالبيتهم من الأطفال والنساء. - التقرير الذي أعده مراسل شبكة (إن بي سي) الأمريكية ويدعي أنجل يدعي السبب الرئيسي لعداء المسلمين تجاه الولاياتالمتحدة شغل رؤوسهم لسنوات بنظريات المؤامرة بشأن مسئولية الولاياتالمتحدة وإسرائيل عن مآسيهم، من أجل صرف الانتباه عن الفساد الخاص بالحكام المستبدين بالمنطقة العربية، وأود أن أتساءل لماذا حمت واشنطن الفساد ولماذا يطلق التقرير تلك الأكاذيب بينما تظل بصمات التقسيم الأمريكية للعالم العربي وما أطلقت عليه مشروع الشرق الأوسط الجديد إلي جانب الحروب والغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان لا تحتاج إلي نظريات المؤامرة خاصة إن تلك السياسات الأمريكية طبقت علي الأرض التي مازالت تحمل أثار دماء الشهداء المسلمين هنا وهناك، علاوة علي الدعم اللانهائي لإسرائيل التي تقتل وتشرد الفلسطينيين وتغتصب أراضيهم يوميا من خلال سرطان الاستيطان. - إذا أردتم أن يحترمكم العالم الإسلامي فطبقوا العدالة التي طالما تشدقتم بها وألا تسمحوا لأن تكون ذكري 11 سبتمبر فرصة لإشعال موجة جديدة من اتهام العالم العربي والإسلامي بالإرهاب نتيجة لممارساتكم وادعاءاتكم الباطلة.