أكد د. محمد إبراهيم وزير الآثار دفع العمل بالمشروعات المتوقفة والتي بدأ تنفيذها منذ أعوام وتعرقل العمل بها نظراً للظروف الاقتصادية التي مرت بها الوزارة نتيجة انحصار الوجود السياحي بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، جاء ذلك خلال الجولة التفقدية التي قام بها الوزير بمحافظة الإسكندرية، حيث حرص علي تفقد متحف الموزاييك المقرر إنشاءه في معبد الرأس السوداء في منطقة باب شرق بوسط المحافظة لمتابعة تنفيذه علي الطبيعة، مؤكداً أن الوزارة سوف تعمل علي توفير الاعتمادات المالية اللازمة للانتهاء من تشييده خلال عامين وإضافته كمقصد سياحي جديد علي خريطة مصر السياحية. وأشار الوزير إلي أن المتحف يعد الوحيد المتخصص في مجال الموزاييك علي مستوي الجمهورية وسوف يضم قطع الفسيفساء النادرة من متاحف إسكندرية والمتاحف الأخرى، من بينها بعض القطع بلغت أبعادها 6 أمتار في 4 أمتار، وعثر عليها في شارع شامبليون، وتمثل مشهدا أسطوريا لببغاء وحيوانات خزفية نادرة، فضلا عن عرض أرضية أقدم منزلين عثر عليهما في الإسكندرية، ومن بين القطع الأخرى التي سيتم عرضها في متحف الموزاييك لوحة فخمة تمثل الآلهة "ميدوزا"، وهي كائن خرافي تتمثل خطورتها في عينيها، حيث أنهما ذات بريق من ينظر إليهما يتحول إلي حجر في الحال، كما كانت خصلات شعرها علي شكل ثعابين، لافتاً إلي أن هذه النوعية من الأرضيات كانت توضع في قاعات الطعام الرومانية، مشيراً إلي أنه سيتم تحديد موقع كل قطعة وأماكنها طبقا لأحدث وسائل العرض المتحفي . كما حرص د. محمد إبراهيم علي تفقد المخزن المتحفي بطابية النحاسين بمنطقة الشلالات حيث تابع أعمال الترميم التي تتم للقطع الأثرية التي سوف تعرض في إطار سيناريو العرض المتحفي لمتحف الموزاييك، كما تابع أعمال ترميم وصيانة بعض القطع الأثرية الأخرى. وطالب أثناء تفقده للمواقع الأثرية بإنشاء مدرسة للحفائر بمحافظة الإسكندرية بالتعاون مع المعهد الفرنسي للآثار الشرقية تهدف إلي رفع مستوي الأثريين مهنيا من خلال تدريبهم علي كل ما يتعلق بالعمل الأثري بموقع الحفائر من تقنية الحفر الأثري والتدريب علي استخدام الأجهزة المساحية، والرفع المعماري للعناصر المعمارية التي تكتشف بموقع الحفائر والرسم الأثري الذي يشمل التدريب علي رسم القطع الأثرية، خاصة الفخار، والتعريف بدراسة الفخار وتحليله وإمكانية الاستفادة منه في تأريخ الطبقات الأثرية، والتدريب علي أعمال التصوير الفوتوغرافي، التسجيل والتوثيق ومنهجية كتابة التقرير العلمي للحفائر وأعمال نسخ المناظر والنقوش. كما أكد د. محمد إبراهيم أن الوزارة تعمل علي أجراء الحفائر المنظمة بأرض مبني محافظة الإسكندرية المتهدم لاكتشاف ما يحتويه من آثار خاصة انه تم الكشف عن شواهد أثرية تدل علي وجود آثار مهمة بها أثناء الحفر الذي قامت به المحافظة لبناء مبني جديد لها.