من مقار المخابرات الامريكية( سي آي ايه) إلي معسكرات تدريب القاعدة إلي غرف التعذيب في مصر وسوريا في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك يكشف كتاب(500 يوم.. أسرار وأكاذيب في الحرب علي الارهاب) للمؤلف الأمريكي كورت ايشنوالد أكثر الكتب قراءة بصحيفة نيويورك تايمز عن معلومات جديدة بشأن ما يسمي بالحرب علي الارهاب والصراع الذي دار بين واشنطنولندن بشأن تلك الحرب. الكتاب الذي جاء في640 صفحة ونشر في ذكري هجمات سبتمبر قبل ايام قليلة يأتي في صورة تحليل للاحداث التي تلت هجمات سبتمبر في عهد جورج بوش الابن ويكشف كيف اتخذت قرارات ما يسمي بالحرب علي الارهاب مدفوعة بالكراهية والخوف والبارانويا الغربية. يعرض الكتاب لل18 شهرا التي تلت هجمات سبتمبر والتي غيرت العالم للابد ومواقف بوش ورئيس الوزراء السابق توني بلير والمسئولين الامريكيين الذين وضعوا سياسات غزو الشرق الاوسط ودور عملاء المخابرات الامريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي في تنفيذ سياسات الغزو. ينتقد المؤلف وبشدة الهيستريا الامريكية لاطلاق الحرب علي الارهاب وهو لا يتناول الاحداث التي دارت في امريكا فقط في اعقاب هجمات سبتمبر ولكنه يأخذنا في جولة من لندن إلي موسكو إلي كابول ثم معسكر جوانتانامو ثم إلي دمشق. احتاج المؤلف إلي5 أعوام لتأليف الكتاب إلي جانب نحو600 ساعة من المقابلات مع المسئولين الامريكيين الذين عاصروا قرارات ما يسمي بالحرب ضد الارهاب حتي ان المؤلف قال ان هذا الكتاب كان من أكبر التحديات التي واجهته في حياته. وأضاف قائلا: حاولت ان اقدم للقارئ رؤية شاملة لاحداث ما بعد هجمات11 سبتمبر والتي ظلت سرية لفترة طويلة. يقول المؤلف ان السياسات الامريكية التي اتخذت في هذا الوقت كانت تتم تحت ضغط ايديولوجية الغطرسة كما يستعرض تأثير ذلك علي علاقة واشنطن بالعالم ككل والتي امتدت اثارها إلي يومنا هذا. يكشف المؤلف عن ان النائب العام البريطاني كان يقف ضد قرار غزو العراق واعلن بشجاعة ان الغزو سيكون غير شرعي دون موافقة الاممالمتحدة, كما ان ادعاءات بوش بان تلك الحرب مشيئة الهية جعلت فرنسا تتخذ قرارا بالابتعاد عنها. يستعرض المؤلف ايضا للحرب الضروس داخل الادارة الامريكية لدراسة السلطة القانونية للرئيس في مسائل مثل اسقاط الطائرات التجارية المحملة بركاب مدنيين إلي جانب تعليق مثول الارهابيين المشتبه بهم امام المحاكم. يفضح المؤلف كيف احتوت تلك الحرب علي سياسات التعذيب غير الشرعية والاحتجاز التعسفي والايهام بالغرق والتسليم الاستثنائي للمشتبه بهم والمحاكم العسكرية. يأخذنا المؤلف بأسلوب روائي شيق إلي مكاتب البيت الابيض وقاعات المحاكم وعمليات الاستجواب داخل جوانتانامو حيث يكشف لنا عالما من الفوضي سيطرت عليه الوحشية وفرض أجندة خاصة للولايات المتحدة.