صدر في التاسع من الشهر الحالي كتاب بوش الصغير تحت عنوان "مرتكزات القرار" والذي دافع فيه عن حربه في العراق وافغانستان لكونها جاءت علي حد زعمه رداً علي هجمات القاعدة في سبتمبر 2001. ويأتي الكتاب ليستدعي حقبة بوش التي تميزت بأفدح الانتهاكات لحقوق الإنسان التي شهدت تراجعا اقتصاديا وفشلا إداريا في التعامل مع الكوارث ويتصدرها اعصار كاترينا. الكتاب شهادة موثقة ضد صاحبه حيث يظهر كيف أن بوش طلب من البنتاجون اعداد خطة شاملة لضرب المنشآت النووية لإيران وخطة سرية لضرب سوريا بناء علي طلب من اسرائيل.. وكيف أنه راح يدافع عن أساليب التعذيب في جوانتانامو مثل أسلوب الايهام بالغرق مؤكدا أن هذه الأساليب كانت علي قدر كبير من الفاعلية في استخراج معلومات من المعتقلين. * "بوش" ومفاعل "دير الزور"؟ يعرض بوش في كتابه ما طالبه به أولمرت وهو تدمير مفاعل نووي سوري مزعوم قرب "دير الزور" يومها عقد بوش اجتماعا لمجلس الامن القومي لمناقشة إمكانية توجيه ضربة للمفاعل من خلال القيام بعملية سرية إلا أن المخابرات الأمريكية أوضحت بأن ادخال واخراج وحدة من القوات الخاصة الأمريكية لسوريا سيكون محفوفا بالمخاطر وعليه قامت اسرائيل بالعملية عندما قصفت مجمع "دير الزور" في سبتمبر 2007 ويقر بوش هنا بأن ما قامت به اسرائيل كان محاولة منها لاستعادة قوتها العسكرية واثباتها للجميع ولاستعادة الثقة بنفسها من جديد كقوة ردع بعد حرب يولية 2006 التي هزمت فيها وهو ما سجلته لجنة فينو جراد التي كانت مكلفة بالتحقيق في أسباب هزيمة الجيش الاسرائيلي في هذه الحرب. * أخطاء بوش في حرب العراق حرب العراق تشكل فصلين من كتاب بوش ويعتبرها أهم قرار صحيح اتخذه رغم أنه يقرب بارتكابه أخطاء خلالها ويشير إلي أن خطة غزو العراق وضعها بعد أيام من هجمات 11 سبتمبر ،2001 وكأن العراق كان ضالعا فيها وهو منها براء. إلا أن بوش ألصقها بالعراق لتصبح ذريعة لغزوه فأكثر من مؤشر يؤكد بأن هجمات 11 سبتمبر كانت بتدبير مخابراتي أمريكي لاتخاذها مبررا لاجتياح الدول الإسلامية والعربية. ولا أدل علي ذلك من أنه بعد شهرين من أحداث سبتمبر 2001 أمر بوش البنتاجون بالتحضير لضرب العراق بيد أن التنفيذ جاء بعد 16 شهرا من المناورات الدبلوماسية والاتهامات والتهديدات. وليلة ضرب بغداد قام بوش بالصلاة في الجناح الجنوبي من البيت الأبيض لكل تظل أمريكا محمية وطلب من الرب أن يمنح جنوده القوة في عملية الاجتياح ويتحدث بوش عن أخطاء ارتكبها في هذه الحرب أولها تسرعه وإعلانه الانتصار في مايو 2003 بالإضافة إلي أخطاء أخري أولها فشله في مناقشة قرار الحاكم المدني علي العراق "بول بريمر" حول اجتثاث البعث وحله للجيش العراقي وفشل إدارته في الرد علي المقاومة العراقية، والفشل في الكشف عن أسلحة الدمار الشامل. * حرب من أجل إسرائيل علي غرار توني بلير مضي بوش في كتابه يتحدث عن وليمة الغزو التي انتحل من أجلها أكثر من فرية حول امتلاك العراق لأسلحة دمار شمال وصلاته بالقاعدة لم يبد بوش نوما علي ماآل إليه الوضع والنتائج المأساوية التي حلت بالعراق وشعبة أما الحرب فلقد شنها من أجل اسرائيل وللحفاظ علي تفوقها العسكري. من أجلها دمر بلداً بالكاكل ومزق نسيحبها الاجتماعي وكسر وحدتها الجغرافية ونشر الفوضي ورسخ الطائفية المذهبية العرقية. لقد تعامل بوش مع العرب وكأنهم حشرات يجب سحقها أي أنه تبني نظرية الحاخام عوباديا يوسف زعيم حركة "شاش"، فلقد أعجب بوش بها ونفذها في غزوه للعراق وأفغانستان، فقتل الابرياء ويتم الاطفال ورمل النساء ولم ير في ذلك بأسا، بل رأي فيه انتصارا علي الأعداء في حربه الصليبية التي شرعها علي الإسلام والمسلمين. * وكادت إيران أن تكون الثالثة مذكرات مجرم الحرب بوش صادمة مليئة بالفواجع التي أحاط عنها اللثام فإيران كادت أن تكون المحطة الثالثة التي