في الوقت الذي تتعالي فيه الاصوات بحثا عمن ينتج ويخرج فيلما سينمائيا عن الاسلام يرد علي الفيلم المسيء لرسولنا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم لا يجب ان ننسي المخرج السوري العالمي الراحل مصطفي العقاد الذي عاني وحارب كثيرا في السبعينيات لكي ينتج فيلمه الشهير الرسالة. TheMessage وانتجه في نسختين باللغة العربية والانجليزية بدعم من ليبيا ووصلت تكلفة الانتاج الي10 مليون دولار امريكي بينما حققت النسخة الانجليزية وحدها ارباحا تفوق هذا المبلغ بنحو10 اضعاف. واشارت بعض التقارير الي ان ما يقرب من3000 أمريكي اعلنوا اسلامهم بعد عرض الفيلم بنحو اسبوع, وترجم الفيلم ايضا ل12 لغة مختلفة, وقام ببطولة النسخة الانجليزية في دور حمزة بن عبد المطلب فنان من اكبر نجوم هوليوود في ذلك الوقت وهو انطوني كوين وقامت بدور هند بنت عتبة ايرين باباس, وفي المقابل قام باداء نفس الادوار في النسخة العربية الفنان عبد الله غيث والسورية مني واصف الي جانب حشد كبير من الفنانين, واشترك في كتابة السنياريو ستة كتاب علي رأسهم الإيرلندي الشهير هاري كرايغ صاحب سيناريو لورنس العرب والنسخة الإنجليزية لفيلم عمر المختار, وأقام في القاهرة عاما كاملا حتي يتعاون في الكتابة مع الكاتب الكبير توفيق الحكيم وعبد الحميد جودة السحار وأحمد شلبي وعبد الرحمن الشرقاوي ومحمد علي ماهر. من جانب آخر واجه الفيلم العديد من الصعاب وهجوما قويا في الدول العربية خلال فترة انتاجه, بدأت من رفض الازهر له بسبب تجسيد عم الرسول عليه الصلاة والسلام وذلك بعد موافقته في البداية علي السيناريو علي اعتبار أن حمزة ليس من العشرة المبشرين بالجنة المحظور تجسيدهم في السينما, ومنع الفيلم من العرض في الدول العربية لسنوات طويلة حتي ان الرقابة علي المصنفات الفنية في مصر طالبت الازهر بالتصريح بعرضه. وواجه الفيلم كذلك معارضة قوية من الجانب السعودي تسببت في وقف تصويره في المغرب, فاضطر فريق العمل لنقل موقع التصوير الي الصحراء الليبية حيث وجد هناك دعما علي المستويين الرسمي والشعبي, وتعتبر قناةMBC السعودية الآن من اكثر القنوات الفضائية الحريصة علي عرض فيلم الرسالة خاصة في المناسبات الدينية. وقال الناقد د.يوسف شريف رزق الله إن فيلم الرسالة يعد من اهم الافلام السينمائية ليس فقط في العالم الاسلامي وانما في العالم الغربي ايضا لانه يشرح وجهة نظر المسلمين في دينهم للعالم الخارجي وهو ما حرص عليه مصطفي العقاد لذلك قدمه في نسختين عربية وانجليزية معتمدا علي مجهوده الشخصي والدعم الذي حصل عليه من ليبيا, وبرحيله فقدنا مخرجا مهما علي مستوي العالم. واضاف اتمني ان يكون الفيلم المسيء والضجة التي اعقبته حافزا لصناع السينما والمنتجين في الدول العربية الاسلامية للتكاتف وانتاج فيلم او اكثر عن سماحة الاسلام بلغة سينمائية غير مباشرة تجذب المتلقي, وتمحو من ذاكرة الغرب الصورة التي يحاول البعض ان يزرعها عن الاسلام بأنه مقترن بالارهاب, مشيرا الي ان ردود الافعال الغاضبة والتظاهرات العنيفة أخيرا, مع الأسف تسهم في تأكيد هذه الصورة. وقال إن الاولي بدول الخليج المنتجة للبترول الآن ان تهتم بهذه القضية وسرعة الرد عليها باستخدام السينما لتوجيه رسالة اعلامية للعالم الغربي يشارك فيها الفنانون والمخرجون من كل انحاء الوطن العربي ولا مانع ايضا من مشاركة كفاءات أجنبية في هذا المشروع من الداعمين للقضية ليكونوا سندا لهذا المشروع في نواحي الانتاج والتوزيع في انحاء العالم.