*الطفلة ملك لم يتعد عمرها السنة والنصف..لم يشفع لها صغر سنها لأن ترحمها أمها المجرمة نعيمة التي أنهالت عليها صفعا وركلا ورفسا حتي لفظت انفاسها الطاهرة البريئة...لتذهب الي رحمة الله وتنفض عن جسدها الغض آلام وأوجاع وشراسة سببها أيد لاترحم إلي من يرحم. *والمأساة.. أن هذه الطفلة وجدت نفسها ابنة لأب مغيب وحدث ان هذا الأب تشاجر مع زوجته وضربها بعنف وانتقل الي ابنته ملك فضربها ايضا بقسوة جنونية مما تسبب في كسر ساقها...وتقول الأم التي بلا أمومة في تحقيقات النيابة التي اتهمتها بقتل الصغيرة: توجهت بملك للمستشفي وتم وضع قدمها اليسري في الجبس..وخرجت في نفس اليوم وقررت ترك المنزل وذهبت للاقامة مع عيشقي ولم يسأل أحد عنا..وهنا اندهشت من بساطة الحديث وطلاقة اللسان ا لذي لم يتعلثم لحظة بموجب أنها قاتلة وخائنة!! وأتساءل هل التسيب المجتمعي والانفلات الأخلاقي وصل الي هذه الدرجة المقلقة علي السلام الاجتماعي والرابط الأسري الذي من خلاله يتماسك المجتمع ويقوي. *السفاحة نعيمة تقول في حوارها لجريدة الوفد: أثناء جلوسي مع عشيقي اللعين انا الذي أصفه وليس هي انتابت الطفلة حالة من البكاء الشديد..فصفعها عشيقي علي وجهها وقال لي: روحي ارمي البنت عند والدها..وهددني بإنهاء علاقتنا إذا عاد ليلا ووجد الطفلة معي فجن جنوني وضربتها وتخيلت صورة زوجي الذي أكرهه في وجهها ولم أشعر بنفسي الا وأنا أضربها من ضيقي منها وزهقي من بكائها الذي أغضب حبيبي وبسببها تعطلت لحظات غرامي معه؟ وقمت بركلها بقدمي فارتطم رأسها بالأرض وحدث لها نزيف فقام عشيقي بتوصيلي إلي منزل زوجي ووضعت الطفلة وهي ميتة علي السرير حتي جاء زوجي.... *يا ناس الأم الطبيعية لاتتحمل علي ابنها شكة الدبوس..أما أن تكون هي سكينا تضعه في صدره لأجل لحظة مجون فاجرة..فهذا لايمر مرور الكرام..وانما لابد من صرخة تحذير لتطور الجريمة في أرض بلادي الطيبة,والتسيب تضخم أكثر من المعقول واللامعقول الاجرامي يطيح بأمن وأمان المجتمع وتماسك بنيانه التفكك الأسري ثعبان يزحف علي البيوت الآمنة ويبث سم الفراق الشيطاني لأتفه الأسباب...ومن أولوياته الكارثية اللامبالاة بالقيم والمباديء واستمراء الخيانة والخداع..,ولابد من نوبة صحيان توقظ الأمة من استسهال الفراق واستمراء الخيانة, والتغاضي عن العقاب أو تأجيله, فلابد من توقيع أشد العقاب علي أمثال هؤلاء الذين يتمردون علي الصراط المستقيم ويلجأون الي المنكر المشين!! *هذه الأم اللعينة لابد أن تكون عبرة لهؤلاء الذين لا أخلاق لديهم.. وجهلهم بالرحمة الانسانية..دفعت الكثير الي مستنقع القتل في غمضة عين دون تريث للعقل أو حتي مشورته...الآن القتل أصبح أسرع من اشعال سيجارة *صحيح الانسان ابن بيئته ويتفاوت اللجوء إلي العقل من إنسان إلي آخر.. إلا رعاية الأبناء تظل هدفا أصيلا للجميع وعندما يتسرب العنف إلي تلك العلاقة الأبدية المتميزة..فقل علي الدنيا السلام؟!! *ألم يقل القائد اليوناني لزوجته: أنا أحكم شعب اليونان وأنت تحكمينني كما تحكمين أطفالك وهم مستقبل اليونان..أوصيك بهم خيرا فربما يحكمون شعب اليونان! * وتقول أخري كما جاء في مقال د. وسيم السيسي: فرحت بابنتي اكثر من فرحتي بابني العام الماضي حين حصل علي نفس الشهادة.. وعند سؤالها.. ماالفرق؟ قالت هو الفرق بين أن تعلم فردا وأن تعلم أسرة. *وكما قال لمبروزو هؤلاء وراء القضبان قد يكونون ضحايا والمذنب الحقيقي قد يكون حرا طليقا...كناية عن إهمال رعاية النشء فينشأ مجرما مسلوب الارادة فالاجرام مكتسب لايولد به الانسان!!ولهذا نستغيث بأهل العلم والفكر وقادة الأمة باطلالة أشد جدية لحماية الأطفال والأسرة والمجتمع من التفكك الأسري ومن التباعد الوجداني والعقلي بين أفراد الأسرة..فإذا صلحت الأسرة..صلح المجتمع. * ولهذا كل انسان في طريقه إلي الارتباط عليه أن يعي مسئوليته نحو الزوجة والاولاد.. والعكس صحيح.. فالزواج مسئولية طويلة المدي.. ومن لايقوي علي تحملها لايرتبط؟!! لابد من استدعاء مستعجل لأطباء الأجتماع والنفس والاعلام لدراسة تفشي تلك الجرائم البشعة.. ومواجهتها بجدية وعزيمة وادراك لخطورتها علي الوطن. * ان مآسي الاغتصاب والعنف البشري والمجتمعي تكدر وجه الفضيلة وتلهب المباديء والقيم بسوط الانحطاط والوضاعة التي تؤرق النقاء الانساني وتغلق في وجهه شبابيك البهجة!! * افتحوا أبواب مراكز البحث العلمي.. لوقف نزيف العنف الذي حرم مصر من أحلي ما فيها الأمن واالآمان والسماحة والرضا والضحكة الحلوة.. كيف أحلي بلاد العالم يظهر له أنياب.. لا تلائم وجهه الطيب أبدا. * لابد من خلع أنياب القسوة من أي مكان في بلادي.. وقسوة نعيمة التي فاقت قسوة أقوي مجرمتين في التاريخ ريا وسكينة لابد أن تندثر وينجح العلماء والأمن في ردع مثل تلك الجرائم سيئة السمعة.. البشعة؟!! * والشي المستفز.. أن هناك خبرا في نفس الصفحة يحكي قصة غرام المغنية ليدي جاجا لكلبها فوزي التي تهديه في عيد ميلاده طبقا من الذهب وعينت له طباخا خاصا شلال حنان هناك للكلاب.. ونضوبه هنا لأولادنا.. لقمة العيش جنحت بالشكل السليم لرعاية أطفالنا.. قد نغدق عليهم بالأموال ولا نكرمهم بالاهتمام الملائم لضمان التنشئة السليمة!! * لا تعميم.. ولكن تحذير من انتشار فيروس القسوة بالبعد عن التربية والدين واللامبالاة بتنفيذ القانون الذي لايصد هجوم تتار الفوضي الاخلاقية.. واستبعد عامل الفقر لأنه حجة بايخة لمغرضين خبثاء.. الفقراء قد يعانون من قسوة الحياة ولكن لايعادونها!! * وإذا كانت الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث وحقوق الانسان استنكرت استغلال الأطفال في الاعلانات.. فالأولي أن تولي وجهها شطر العنف الأسري.. والعنف ضد الأطفال! * والاعلام كان من الممكن أن يكون بمثابة حائط صد لمثل هذه الجرائم المعيبة في حق الوطن.. ولكنه لايبالي إلا بالاثارة وعرضها دون محاولة طرح حلول لمعالجة الجريمة.. أو حتي أستنكارها بل وصل الرياء الاعلامي أن يصفق لشباب الألتراس يشكره بحماس لأنه لم يحرق مصر وأحرق اتحاد الكرة فقط؟! * ان نقل رداءة سلوكيات الشارع إلي شاشة التليفزيون والسينما رأسا إلي البيوت الآمنة ليس مناسبا.. وكذلك استمراء الضحك المعيب في الدراما بحثا عن سرقة أوقات مشروعه من الناس.. ليس حقا.. أنه حق يراد به باطل!! * الناس يبحثون عن سلوكيات ايجابية تعضد مسيرتهم الاجتماعية والانسانية وليس الالهاء المعيب الذي يوقف مسيرة التقدم!! * والنجاة من التطرف الأخلاقي والإعلامي في كلمتين نطق بهما عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث قال: لايكن حبك كلفا ولا بغضك تلفا.