بعد توقف دام 15 عاما بسبب الإرهاب، تنطلق الليلة اول رحلة نيلية سياحية طويلة بين أسوانوالقاهرة علي متن الفندق العائم نايل فايجني والذي يعني "رؤية النيل" لتبعث مصر من خلالها رسالة اطمئنان للعالم مضمونها، مصر عادت شمسها الذهبية لتنعش السياحة بعد فترة ركود طالت قليلا وانعكست علي نحو 4 ملايين عامل منذ بداية ثورة 25 يناير العظيمة، واعتبر الخبراء الرحلة بأنها ليست مجرد رحلة للمتعة أو الاستمتاع بطقس او آثار او مناظر طبيعية، بقدر ماهي اعادة لاكتشاف تاريخ محافظات الصعيد الوسطي والشمالية ومصر الفرعونية من جديد بعد ان تعودت السياحة علي الرحلات القصيرة مابين الاقصرواسوان والعكس. ووسط احتفال يبدو متواضعا بعض الشيء داخل المرسي النيلي شمال مدينة اسوان كان استقبال 32 سائحا ألمانيا غامروا بهذه الرحلة التي تعد فرصة ذهبية للتقرب بشكل اكبر نحو موروثات وتقاليد الصعايدة، كما ستكون ذات مردود اقتصادي لإحياء ورواج مشغولات يدوية داخل المحافظات منها القلل القناوي ومنتجات الفخار والحرير الإخميمي وغيرها من داخل المرسي السياحي رصدنا مشاعر السائحين والخبراء السياحيين وادركنا لماذا تغني الشعراء بهذا الذي يجب ان نقدره بشكل اكبر، لا أن نهينه بالتلوث، ادركنا لماذا كتب الشاعر العظيم محمود حسن اسماعيل قصيدة النهر الخالد، ولماذا غنت كوكب الشرق في رائعة طوف وشوف "ضفتين بيقولوا أهلا والنخيل واقف صفوف" كناية عن ترحيب النيل بضيوفه. بادرنا الصحفي الألماني ماريو هايسا المتخصص في شئون السياحة بالقول انها رحلة الاحلام التي طالما تمني أن تتحقق، ولذا فلم يتردد لحظة واحدة في ان يكون له السبق في الحجز عليها مصطحبا زوجته وأولاده، حتي يعرفوا تاريخ اقدم بلد في العالموتصف شقيقته كرستينا شلونج الرحلة بحلم العمر التي تنعش تاريخ مصر القديم المرسوم في ذهنها، وتقول يالها من رحلة سأسلك خلالها طريقا سلكه الفراعنة وكليوباترا علي صفحة النهر، فالنيل وكما تقول هو أساس الحياة ومنه تمكن الفراعنة من كتابة تاريخهم العظيم علي أوراق البردي، ومن السائحين للخبراء المصريين الذين اكتست علي وجوههم الفرحة، خاصة وان نجاح مثل هذه الرحلات سوف يعيد الإقبال السياحي مرة اخري، حيث يقول الخبير صلاح الدين حسين عبدالحميد مدير الشركة السياحية المسئولة عن الرحلة إن استمرار الرحلات النيلية الطويلة امر مهم وضروري في ظل العهد الجديد الذي نعيشه في مصر، فالدولة بذلت جهدا كبيرا في عودتها للحياة بعد توقفها 15 عاما، والفضل يعود للدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء السابق ومنير فخري وزير السياحة السابق، حيث تم تأهيل المراسي السياحية عبر المحافظات المختلفة . اما المهندس ادهم دهب رئيس غرفة العاديات السياحية بأسوان فيقول ان الرحلات السياحية الطويلة ستكون إضافة وتحفيزا للمزيد من المشغولات اليدوية التي يحرص السائح علي شرائها في زيارته القصيرة لأسوان. من جانبه أكد اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان ان انطلاق الرحلات النيلية السياحية من أسوان الي القاهرة يؤكد استقرار الامن وعودة الحياة الي طبيعتها، وأشار الي ان مراسي المحافظة المختلفة في إدفو وكوم امبو واسوان جاهزة وانه سيتم الربط بين اجهزة الامن المختلفة والفنادق العائمة طوال الرحلة وحتي الانتهاء من مزارات المحافظة.