أمام جميع الوزارات والمصالح الحكومية تجدهم, أصواتهم العالية وزيهم الموحد فانلة وشبشب للرجال وعباءة للسيدات تجعلك تميزهم عن باقي المواطنين, أذكياء. ويعرفون كيف وأين ومتي يتم بيع السلعة وكأنما حصلوا علي دكتوراة في التسويق, أي شيء وكل شيء يباع وبأسعار تناسب الجمهور. ولكن الأزمة ليست في كل ماسبق, إنما أزمتنا معهم هي العشوائية والفوضي التي يثيرها وجودهم علي الارصفة دون مراعاة الاقبال الجماهيري علي وزارات قنديل. الاهرام المسائي ترصد تحول وزارات مصر الي أسواق شعبية علي يد الباعة الجائلين عبر السطور التالية. بعد جولة في منطقة قصر العيني وفي احد الشوارع الرئيسية وهو شارع( اسماعيل اباظة) الذي يضم وزارتي الانتاج الحربي, التربية والتعليم, وبجانبهما وزارة الاسكان والمرافق العامة, وجدنا مجموعة كبيرة ومنتشرة من الباعة الجائلين الأمر الذي تسبب في حالة من الازدحام الشديد بسبب اتخاذهم مقرات الوزارات كسوق شعبية ينادون فيها باصواتهم العالية علي المارة ويلقون القمامة في الشارع بشكل عشوائي لايليق بهذه الوزارات. ومن امام باب وزارة التربية والتعليم لم نر مع المواطنين أمام الوزارات سوي اعداد غفيرة من الباعة الجائلين الذين افترشوا ارصفة محيط وزارة التربية والتعليم وهذا ماجعلنا نندهش وتدور اسئلة في اذهاننا هل هذا محيط وزارة التربية والتعليم ام هذا سوق فالباعة الموجودون حول الوزارة ليسوا جالسين ببضائعهم المتنوعة من خضراوات واسماك ومفارش وبلاستيكات فقط بل بمخلفاتهم ايضا غير الروائح الكريهة التي يستنشقها الوافدون علي الوزارات والكثير من مصادر التلوث التي يسببها هؤلاء الباعة. المشهد لم يكن مختلفا أمام معظم الوزارات التي قمنا بزيارتها لرصد أحوال المواطنين ومشاكلهم فالوزارات تحولت بالفعل الي اسواق شعبية وتبدل الشعار الذي يفترض ان يرفعه المواطنون أمامها عيش حرية عدالة اجتماعية ليصبح بجنيه ونص وتعالي بص.