أيها السادة ممن حزنوا لاختفاء الحشيش نحن نواجه مشكلة حقيقية في ارتفاع نسبة مدمني المخدرات بشكل عام, تشير الدراسات إلي أن النسبة تقترب من9%, ليس هذا فقط, بل إن متوسط العمر انخفض من24 سنة إلي أعلي من عشر سنوات بقليل ' اختفي الحشيش وارتفعت أسعاره', هذا هو أحد الموضوعات المهمة التي خصصت لها وسائل إعلامية متعددة فقرات للحديث عنها, واهتم بها زملاء في وسائل إعلامية مختلفة بالمتابعة الدقيقة, بتتبع تأثير الحملات الأمنية علي الحشيش, علي ارتفاع أسعاره, وأماكن وجوده, بل و البدائل المتاحة. هذا الاهتمام من قبل بعض الزملاء من الإعلاميين يطرح تساؤلات حول أولوياتنا كأشخاص امتلكوا أدوات تمكنهم من التواصل مع الرأي العام, وكيف نتعامل مع ما يمر بالمجتمع, وفي هذا الموضوع تحديدا موضوع الحشيش هل من المقبول أن نتناول اختفاءه باعتباره أزمة جديدة شبهها البعض بأزمة الخبز وأنابيب البوتاجاز نندب فيها حظ ملايين المصريين الذين يتعاطون الحشيش, ويعانون الآن من ارتفاع اسعاره ؟ هل يجوز أن نعتبر الحشيش سلعة استراتيجية يتباكي البعض منا علي اختفائها ؟ أنا هنا لا أنكر وجود الظاهرة, ولا ضخامة عدد من يتعاطون الحشيش في مصر والذي وصل وفقا لتقديرات لجنة الصحة بمجلس الشعب إلي حوالي7 ملايين مصري2% منهم من طلبة المدارس والجامعات, و حجم الإنفاق عليه حوالي8 مليارات جنيه, أي حوالي5% من إجمالي الدخل القومي لمصر, هذه حقائق مؤلمة ينبغي أن نتوقف أمامها ونناقشها, ونبحث عن طرق متعددة لمعالجتها, بدلا من أن نقف أو يقف البعض منا متباكيا علي اختفاء الحشيش وارتفاع ثمنه, والوصول إلي حد التلميح بأن هذا إجراء مقصود به إخفاء الحشيش لفترة و العودة به بأسعارأعلي. أيها السادة ممن حزنوا لاختفاء الحشيش نحن نواجه مشكلة حقيقية في ارتفاع نسبة مدمني المخدرات بشكل عام, تشير الدراسات إلي أن النسبة تقترب من9%, ليس هذا فقط, بل إن متوسط العمر انخفض من24 سنة إلي أعلي من عشر سنوات بقليل, هذا هو المحزن و الخطر الحقيقي الذي ينبغي أن تتضافر الجهود للبحث عن طرق للتعامل معه وتجاوزه. عندما نقرأ خبرا عن جروبات شبابية علي الفيس بوك تندد باختفاء الحشيش, ويهدد فيها ممثلو المدمنين بإسقاط النظام' إذا لم يعمل علي إعادة الحشيش مرة أخري إلي الأسواق' وعندما نقرأ علي تلك الصفحات شعارات مثل' معا من أجل إعادة الحشيش', وعندما يصل الأمر إلي المطالبة بوقفات احتجاجية للمتضررين من اختفاء الحشيش من إجل إعادته إلي الأسواق, عندما نقرأ كل هذا فإن ابتسامة ترتسم فوق الشفاه من طرافة ما نقرأ, ولكن ما أن نمعن فيه قليلا حتي تنقلب تلك الابتسامة إلي حالة قلق حقيقية علي مصير أبنائنا وبلدنا. جهود مشكورة من الأمن من أجل القضاء علي تجارة الموت, وهي جهود لن نسأل الآن لماذا لم تكن هكذا دائما ولكن نتمني أن تستمر, ورجاء لنا جميعا للتضافر من أجل أبنائنا. [email protected]