رغم اللهجة المشددة التي تتحدث بها اسرائيل فمن غير المرجح بصورة كبيرة فيما يبدو أن تشن هجوما علي إيران قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر المقبل علي أمل أن تنفذ واشنطن في نهاية الأمر هذه المهمة الصعبة. ووجه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو رسالة علنية صريحة لوزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا يوم الأربعاء الماضي حين قال إن الوقت ينفد فيما يتعلق بالتعامل مع إيران وأن السياسات الأمريكية التي تهدف إلي كبح برنامجها النووي فشلت حتي الآن. وأذكي تشديد اللهجة الاسرائيلية هذا الصيف تكهنات بأن نتنياهو يقترب من تنفيذ تهديد يطلقه منذ فترة طويلة بمهاجمة إيران وتدمير المواقع النووية التي يعتقد كثيرون إنها تهدف الي صنع قنبلة نووية. وتقول إيران إن برنامجها النووي سلمي وإنها سترد في حالة تعرضها لهجوم. كما تعتقد واشنطن أيضا أن إيران تسعي لامتلاك القدرة علي صنع قنبلة وتقول إنها تحتفظ بحق استخدام القوة لمنعها لكنها حثت اسرائيل علي إتاحة الوقت الكافي حتي يسري مفعول عقوبات اقتصادية امريكية وأوروبية شديدة فرضت هذا العام. وتري مجموعة من المحللين في اسرائيل أن ضربة اسرائيلية في الأشهر القادمة غير مرجحة مشيرين إلي صعوبات هائلة يمثلها العمل العسكري إلي جانب التعقيدات السياسية التي تترتب علي تحدي واشنطن خلال الفترة التي تسبق انتخابات الرئاسة. وأبلغ مسئول اسرائيلي رويتر أن الحكومة المصغرة في حكومة نتنياهو التي تتكون من أكبر ثمانية وزراء لم تبحث إيران بشكل تفصيلي منذ العام الماضي مما يشير إلي أنه ليست هناك خطوة وشيكة. وقال المسئول الذي اطلع علي الاجتماعات المغلقة الوزراء الثمانية لم يجروا مناقشات بشأن ايران منذ أشهر منذ اكتوبر علي ما أذكر. واستطرد: من الممكن أن يكون قد تم التطرق إلي إيران منذ ذلك الحين خلال جلسات أخري لكني لا أعتبرها مباحثات جدية. لا يمكن اتخاذ أي قرارات ملموسة أو خطوات سياسية في حديث عارض يستغرق ساعة علي هامش جدول أعمال آخر. وصرح المسئول بأنه إلي جانب ذلك فإن هذه الحكومة المصغرة ظلت منقسمة حول القضية إذ ان كبار القادة العسكريين وقادة المخابرات ظلوا معارضين تماما لشن اسرائيل ضربة من جانب واحد علي أهداف إيرانية بعيدة محصنة جيدا تمثل تحديا غير مسبوق لقواتها. ورفض مارك ريجيف المتحدث باسم الحكومة التعقيب علي مباحثات الحكومة المصغرة قائلا: هذه محادثات سرية. وقال نتنياهو هذا الأسبوع إن التقارير الإعلامية التي تتحدث عن معارضة علي أعلي مستوي من مسئولي الأمن السابقين والحاليين مسألة مضرة في حين قال محللون إن عزوفهم يمكن أن يقيد رئيس الوزراء الاسرائيلي.