الطمع والانتقام وراء كل جرائم الميراث وما حدث بقرية كوم بدار مركز المنشأة بسوهاج خير شاهد علي هذا الأمر, فقد تجرد عامل من مشاعر الانسانية وتنكر لصلة الدم. وانتقم من شقيقه بإلقاء نجله الذي لا يتجاوز عمره4 سنوات بالترعة انتقاما من شقيقه لخلافات الميراث, حيث اصطحب ابن اخيه إلي خارج القرية بمسافة تزيد علي3 كيلو حتي وصل به إلي ترعة الكوامل, وبعد غروب الشمس, وفي غياب المارة وأهالي القرية قام بإلقائه بالترعة ببرود اعصاب شديد ولم يتأثر بصرخات الطفل البرئ وهو يصرخ ويقول في إيه يا عمي بترميني ليه في الترعة أنا مش عاوز أموت يا عمي أنا عملت إيه أنا مابعرفش أعوم. وبرغم كل الصرخات البريئة لم يتحرك قلب العم أو يحن لابن شقيقه أو يثنيه عن ارتكاب الجريمة ولم يبرح مكانه حتي اختفت الجثة تماما عن الأنظار, وعاد إلي القرية بهدوء شديد وكأن شيئا لم يكن ولا يعرف عن الجريمة البشعة التي ارتكبها شيئا وبعد أيام من وقوع الجريمة قام بالبحث مع شقيقه وأهالي القرية عن الطفل البرئ وهو يتظاهر بالبكاء والدموع تتساقط من عينيه ويواسي شقيقه في مأساته ومصيبته ولكن القدر كان له بالمرصاد فلم تمض24 ساعة علي الجريمة حتي ظهرت الحقيقة البشعة المؤلمة التي لم يصدقها أحد بالقرية والقري المجاورة فقد تم العثور علي الجثة طافية علي سطح الترعة بعد أن جفت عيون الأبوين من البكاء علي ابنهما الوحيد علي بنتين فصرخ الأبوان ولدي من القاك بالترعة. من قتلك سوف آخذ حقك من الجاني مهما طال الزمن. تم تشكيل فريق بحث ضم المقدم رأفت رشوان رئيس مباحث مركز المنشأة بإشراف العميدين عاصم حمزة ومحمود العيودي مدير ورئيس مباحث المديرية, وبعد عمل التحريات وبجمع المعلومات عن والد المجني عليه وعلاقاتة داخل وخارج القرية توصلت التحريات الي أن وراء ارتكاب الجريمة البشعة شقيقه هاني بسبب الخلاف علي الميراث. وفي يوم الجريمة استدرج المتهم نجل شقيقه الطفل إلي منطقة مهجورة ملاصقة للترعة بعد مداعبته بالحلوي حتي غروب الشمس, ثم قام بمغافلته والقي بجثته في الترعة فلقي مصرعه غرقا في الحال. تم القبض علي المتهم وبمواجهته بالتحريات انكر في بادئ الأمر صلته بالجريمة وبعد تضييق الخناق عليه انهار واعترف بجريمته البشعة فتمت احالته للنيابة وباشرت التحقيق. ترجع أحداث الجريمة عندما تلقي اللواء عبدالعزيز النحاس مدير أمن سوهاج بلاغا من أهالي قرية كوم بدار بالعثور علي جثة طفل بترعة الكوامل. فانتقلت قوات الحماية المدنية والانقاذ بإشراف العقيد أحمد اسماعيل وكيل الإدارة, وتمكنت من انتشال الجثة. وتبين من المعاينة الأولية ان الجثة لطفل يدعي كرم3 سنوات ومبلغ بغيابه, تم اخطار النيابة فصرحت بدفن الجثة بعد تشريحها وأمرت بحبس المتهم4 أيام علي ذمة القضية وباشرت التحقيق بإشراف المستشار محمد السفري المحامي العام لنيابات جنوبسوهاج.