خمس سنوات كاملة تفصل بين زيارتي الاولي للهند عام2007 وزيارتي الاخيرة لها الشهر الحالي وعلي الرغم من ان الخمس سنوات هذه لا تمثل شيئا كبيرا في حياة الشعوب فإنني وللحق اقول شعرت بفارق كبير بين مدينة نيودلهي2007 وبين نيودلهي2012 حيث وجدت قفزات حقيقية في البنية الاساسية خاصة فيما يتعلق بتكنولوجيا الاتصالات وتحسين شبكة الاتصالات والمرافق بل ان الفنادق اصبحت تمثل علامة مميزة في شوارع نيودلهي. وفي ظل حرارة الجو الشديدة والتي تصل الي50 درجة التقيت والوفد الاعلامي العربي مع عدد من المسئولين الهنود من بينهم وزير التجارة الهندي والذي لافت انتباهي صغر سنه41 سنة وكذلك وزير شئون المغتربين بالاضافة الي مديرعام وزارة الخارجية ومساعد وزير الخارجية الهندي وسفير الهند في مصر السابق وعدد من الاعلاميين الهنود حيث دارت حوارات معمقة بشأن مستقبل العلاقات العربية الهندية ودور الهند كقوة كبري نامية في دعم ثورات الربيع العربي. واكد راجيف ساهاري مدير عام الخارجية الهندية ان بلاده تابعت وتتابع عن كثب ما يحدث في العالم العربي من تطورات ومستجدات خاصة في مصر التي تربطنا بها علاقات طيبة ووثيقة منذ أيام نهرو وناصر وتأسيس حركة عدم الانحياز.. مشيرا الي الاهتمام الكبير الذي توليه الهند للمنطقة العربية وما يحدث بها وسعي الحكومة الهندية الي توثيق العلاقات في كل المجالات. اما وزير التجارة الهندي جيوتراديتا فقال ان حكومة بلاده لا تستثمر ولا تمارس دور رجال الاعمال وانما دورها فقط هو توفير المناخ المناسب لجذب الاستثمارات وازالة اي عوائق في طريقه.. موضحا ان الثورة الصناعية القادمة في بلاده ستكون في التنمية الزراعية حيث من الممكن ان تكون بلاده هي سلة الغذاء في العالم خلال السنوات المقبلة. ورغم الابهار الكبير الذي تحدثه زيارة الاثر الكبير تاج محل في ولاية أجرا التي تبعد عن نيودلهي مسافة220 كيلو مترا فإن المفاجأة الكبيرة بالنسبة لي كانت في زيارة مدينة حيدر اباد عاصمة ولاية أندرا براديش والتي توصف بانها مدينة الحكام والعظماء والمساجد والقصور وهي من اولي المدن التي تم تخطيطها وبناؤها في الهند. وعندما تصل الي حيدر اباد لا يمكن ان يتوقف الحديث من مرافقيك بشأن منطقة تشار مينار وعند زيارتي لها اكتشفت انها تستحق التأمل والمشاهدة حيث تتميز بالجمال المعماري والروعة في التصميم وتشار مينار هو الاثر الذي بناه السلطان محمد قولي قطب شاه في عام1591 والذي كان يحكم المنطقة في هذه الفترة.. وعلي مسافة غير بعيدة من تشار مينار فانه يمكنك سماع اصوات المآذن تنطلق من كل اتجاه لترفع الاذان حيث أغلب السكان من المسلمين واشهر المساجد هو مسجد مكة الذي يتوسط ميدانا كبيرا ويزدحم دائما بالمصلين حيث يقال ان الصلاة به تشعرك بروحانيات مكةالمكرمة. واللافت للنظر ان اسماء الشوارع والمحلات تكتب باللغتين الهندية والفارسية في اشارة واضحة الي الوجود الايراني الكبير في هذه المنطقة وبالطبع فان لذلك جذوره التاريخية. والمؤكد ان مدينة حيدر اباد والتي تشتهر بالشاي الايراني وكذلك طبق البرياني طبق مكون من الارز واللحم والبهارات تشتهر ايضا بانها حاضنة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الهند الي جانب مدينة بنجالور حيث يوجد بحيدر اباد اكبر واحدث مصنع لتكنولوجيا السوفت وير في العالم ويقوم بتصدير منتجاته الي السوق الامريكية والاسواق العالمية الاخري بصورة اذهلت العالم كله. ولايمكن ان نترك الحديث عما شهدته الهند خلال الاعوام الماضية دون الحديث عن المطار الجديد الذي اصبح يمثل علامة هامة من علامات العاصمة الهندية والتي نقلها بالفعل الي مصاف الدول ذات المطارات العملاقة.