نحن في شهر كريم.. شهر شعبان الذي قال عنه الرسول الكريم: يطلع الله علي عباده ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه الا المشرك أو المشاحن وكل مصري وطني عليه أن يلجأ إلي الله في تلك الأيام ليدعو لمصر حتي تستعيد لياقتها الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية بعد عملية التحول السياسي الديمقراطي.. للعبور إلي روعة الاستقرار الذي ظل تراوغنا لأكثر من عام ونصف.. واشتقنا إليه كثيرا. وبما أن الدعاء مخ العبادة أدعو الله ان يهديء من نيران الخلافات المستعرة علي الساحة السياسية.. وان ينشر ثقافة التسامح والمصالحة والمصارحة علي فكر كل القوي السياسية في مصر.. لان البلاد في حالة ارهاق من عملية التغيير السياسي.. انها في مرحلة النقاهة التي تحتاج فيها إلي الهدوء والنقاء الوطني. كفانا شعارات هدامة ومصادمات تضر بالتماسك الوطني.. ولقد أوجعني مقال الأستاذ جمال الغيطاني تحت عنوان: جند مصر لا تهنوا ولا تحزنوا التي يستنكر فيها الهتافات المنغمة التي تهاجم قادة جيش مصر.. واستفزه تهديدات هيلاري كلينتون لقادة الجيش بضرورة تسليم السلطة.. إلي الفائز بالانتخابات بلهجة حادة وغير سوية لأعرق جيش في العالم!! الجيش المصري منذ أحمس إلي عهدنا هذا هو الأكثر ولاء لشعبه.. وهو حائط صد منيع ضد أي عدوان خارجي.. أنه حامي حمي البلاد.. انهم خير أجناد الله في الأرض. ويقول الأستاذ الغيطاني: أني أقاتل بقلمي حتي لا يلحق بالجيش المصري أذي.. ويري أن مصر تصعد مع جيشها وتهوي معه.. والعياذ بالله.. وتلك حقيقة تاريخية لا ريب فيها.. ويشير إلي انه يجري تصفية كل الجيوش العربية بطرق مختلفة.. ولم يتبق إلا الجيشان المصري والجزائري؟ وإذا استمر هذا اللامعقول الذي يؤذي الجيش معنويا وهو العمود الفقري للأمة ستكون أم الصابرين لعبة في ايدي الغزاة! تلك المغالطات والتجاوزات ضد جيشنا العظيم ستضر بالشعب قبل الجيش.. المنطق يقول: إذا وهنت عزيمة حماة الوطن وهن الوطن.. وإذا أهين الجيش اهينت الأمة وارتعشت أوصالها.. ويحل ظلام المجهول علي سماء البلاد لتمطر خوفا وذعرا وتخبطا يا سادة: قوة الجيش ترهب الاعداء وتؤمن الأوطان وتفرمل الاطماع؟ أن خير جنود الأرض واجبهم حماية كل شبر من أرض الوطن.. وقدرهم الا ينعموا بلحظة استرخاء لان المستبدين علي أطراف أصابعهم ينتظرون.. لحظة تشتت الأمة لينقضوا علي أرض الفيروز المليئة بالخير الوفير.. التي يحلم بثرواتها اعداؤنا في الشرق والغرب؟ مصر نحبها ونعشقها ولكن لا نحسن تقديرها وتبجليها.. انها بلد متميز.. وعلينا الا نحبها فقط بل نثبت ذلك؟ الجيش والشعب مصير واحد.. وهما معا صمام أمان منيع.. نختلف.. نخطئ.. نتحاور.. نتواصل, ولكن لا يمكن أن ننتحر بأيدينا بمعاداة ذاتنا.. انهما قبضة قوية معا.. تلكم أي خطر يهدد البلاد. كفي لعبا بمصير مصر وشعبها.. مللنا عروض البهلوانات السياسية التي تسعي بلا وعي لتوطين الفوضي بالمنازعات الجانبية والاطماع غير السوية.. هناك من يدس السم في العسل.. فتتلون الأغراض وترتبك البلاد.. وهناك آخرون واعون ولكن لا يسعون لانتشال البلاد من تيارات الغرق السياسي الغامض؟ لدينا اعلاميون متميزون.. ونخبة تأثيرها سيكون عظيما.. إذا صدقت النوايا.. واختفت المصالح الشخصية, نبحث عن ارادة شعبية وطنية لا تنظر تحت قدميها.. ولا تتحدث إلي الشعب إلا بلسان مصلحة الأمة أولا. رحمة بمصر وأهلها ومؤسساتها.. قوتنا في وحدتنا.. شعار رئيسنا محمد مرسي.. انه منهج لابد منه للتقارب والتفاهم للنهوض بالبلاد بلا منغصات أو أغراض مشبوهة.. أو هتافات سلبية تضر بالأهداف القومية وكما قال الصادق المهدي زعيم حزب الأمة السوداني: أن مصر تمر بمرحلة آلام التسنين.. والنقاهة تقيم في بيئة سياسية صحية.. أرضها الوفاق الوطني وسماؤها.. التكاتف حول شعار الكل في واحد ويظل القانون هو الحارس الأمين الذي يضمن الحقوق والواجبات.. وهو المشرط الحاسم الحازم لأي جروح وجنوح يضر بالجسد المصري العظيم؟ الشعب يريد احترام القانون ويعترض باسم مصر الحضارة علي القانون الاختياري الملتوي الأغراض؟