طوال الأسبوع الماضي والمثقفون في قلق.. وكذلك الفنانون.. فالسيد الرئيس المنتخب محمد مرسي لم يطمئنهم في خطابه الذي ألقاه يوم الأحد بعد انتخابه مباشرة.. ذكر الرئيس كل فئات الشعب بل كل محافظات مصر بالاسم.. ولم يذكر المثقفين والمبدعين والفنانين بشيء.. ظن هؤلاء.. وهم العقل المفكر والواجهة المضيئة لمصر أن هذا مقصود.. خصوصا ان مخاوفهم لها مايبررها ولكن لم يطل الوقت حتي أتي خطاب الرئيس التالي عصر يوم الجمعة في ميدان التحرير.. فيما يشبه الاعتذار لتلك الفئة المميزة في مصر.. حيث ذكرهم بالاشارة الواضحة.. والحقيقة ان الخطاب كان شاملا وواضحا وصريحا ومسئولا.. فقد قال الرئيس إنه مسئول أمام الشعب عن مصر مدنية دستورية حديثة.. فأزال بذلك مخاوف كثيرة من انجراف الدولة نحو دولة دينية أو شبه دينية!.. لقد كنا في المجلس الأعلي للثقافة قد اخترنا مجموعة من المثقفين الواعين للقاء السيد الرئيس والمطالبة بحقهم في الحياة بحرية في دولة تحترم العقل, دولة مدنية مستنيرة تنظر للثقافة نظرة تقدير باعتبارها الوسيلة لتقدم ورقي الدول في العصر الحديث.. وكنا نخشي ان تكون الثقافة في الدولة الجديدة هامشية علي أساس ان هناك الإخوان والسلفيين.. وبالتحديد السلفيون الذين تسيرهم تعاليم وتعليمات خاصة بهم تريد ان تضع حدودا حول العقل والثقافة وتقيم أسوارا أخلاقية من وجهة نظرهم قد تقضي علي الفن او الثقافة كلية.. حيث سيضطر العقل الذي كان متفتحا طوال عصور أن ينقلق علي نفسه فيما يشبه الإكتئاب.. ذلك الإكتئاب الذي أصاب كثيرا من المثقفين والفنانين طوال الأيام الماضية. * إن المثقف حالة خاصة لها ميزاتها ولها عيوبها ولكنه بحكم ثقافته متطرف في تفكيرة الإيجابي لا السلبي هو يعرف اكثر.. ويفكر اكثر.. ويفرح أكثر.. ويتألم أكثر.. وهو حساس جدا بحكم ثقافته وعلمه.. ولذلك فهو متوجس دائما خوفا علي حريته وكرامته وعلمه ومستقبله.. والأهم مستقبل بلده.. فالمثقف بطبيعته وتكوينه وطني.. بل وطني جدا.. وإنساني.. يفكر لا لنفسه فقط وإنما لبلده.. وقومه.. بل وللناس جميعا. * إن خطاب السيد الرئيس الأخير في ميدان التحرير قد أعاد شيئا من الطمأنينة ولا أقول كل الطمأنينة الي المثقفين المصريين والمبدعين المصريين عموما.. وهو اول الطريق ولا شك ان الايام القادمة.. ستكون اختبارا عمليا وواقعيا تجعلنا مطمئنين تماما. [email protected]