التصريحات التي يطلقها السلفيون لا ضرر منها إذا أن وعي الشعب المصري الذي أكتسبه علي مر العصور يفرز تلك التصريحات ويختار منها ما يتماشي مع حياته وثقافته ولايلقي بالا للكثير منها.. ولعل التصريحات الأخيرة التي أطلقها أحد القادة السلفيين في الندوة التي أقيمت بجامعة القاهرة كانت من النوع الاخير.. حيث قال بأن إنشاء الجامعة نفسها ليس خالصا لوجه الله وإنما الغرض من تأسيسها هو هدم الشريعة الإسلامية! هذا التصريح يدل علي عقلية غيابية تعيش في عصر لا يمكن أن يكون هو هذا العصر.. كما أنها لا يمكن أن تكون قد تلقت أي نوع من أنواع العلوم التي بددت الظلام المستقر في العقل! ولابد أن وجهتة نظر هذا السلفي أن التعليم كان لا يجب أن يخرج عن مبادئ الإسلام فقط دون غيره مع أن الرسول الكريم له في هذا أكثر من قول:''أطلبو العلم ولو في الصين''.. و''من تعلم لغة قوم أمن شرهم''علاوة علي الآيات الكثيرة التي تفرق بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون وبين الذين يتفكرون والذين لا يتفكرون. ثم من الذي سمع لهؤلاء الناس أن يفتوا فيما لا يعلمون وأن يكونوا حراسا علي عقولنا؟! لقد صرح أحد أبواقهم أيضا وهو المتحدث باسمهم بأن أدب ورواياته نجيب محفوظ تدعو إلي الإنحلال والإباحية!وأنا متأكد أنه لم يقرأ رواية واحدة لنجيب محفوظ وأنه في الغالب سمع عن رواية'' أولاد حارتنا'' وما أثاروه حولها من فهم خاطئ ومتعمد.. حتي أن الأمر وصل بأحد الجهلاء لمحاولة قتل العلامة الكبير.. حسب فتواهم''ولكن الله نجاه بل ويسر له مواصلة الكتابة والابداع حتي آخر عمره المديد بعد أن شفيت يده التي يكتب بها'' لا شك أنهم سيفتشون أيضا عن كتب طه حسين وبقيه التنويريين الذين أضاءوا لنا حياتنا ليفسروها تفسيرهم الخاص إن ما يحدث في مصر الآن من تفوق الإسلاميين في الإنتخابات هو مجرد رد فعل عنيف لما طال المصريين طوال السنوات التي عاشوها في ظلم وفقر ومرض فتاقو إلي العدل والحياة الكريمة فأعطوا أصواتهم لأعداء النظام السابق والذين وعدوهم''بالمن والسلوي''. أخشي ما أخشاه هو أن تمتد يد هؤلاء السلفيين الذين ينكرون الجامعة والمبدعين د إلي مناهج التعليم فيعبثون فيها حسب هواهم فيقفون علي العقلية المصرية المتطورة.. خامتة إذا بدأوا بمناهج النشيء في التعليم الإبتدائي وهي أخطر مراحل الحياة حيث التعليم في الصغر كالنقش علي الحجر''يثبت في العقل ويشكل حياتهم المستقبلية. ومع ذلك فلاخوف من المستقبل.. حيث البقاء للأصلح.. مهما حاولو إطفاء النور.. نعم البقاء للأصلح..وأرجو ألا أتهم بأنني أروج لنظرية دارون. [email protected]