واضح من صندوق الانتخابات في مرحلتيه الأولي والثانية تقدم حزب الحرية والعدالة( الإخوان) يليه حزب النور( السلفيين) وتراجع حزب الكتلة المصرية الذي يضم معظم المثقفين والثوار, والأسباب واضحة لمن ينظر ويري! والآن.. وقد أصبح من المتوقع أن تكون الأغلبية في مجلس الشعب من الإسلاميين فهل يا تري لدي هؤلاء الإسلاميين مشاريع محددة للنهضة المصرية تعالج مشكلاتها المزمنة كالفقر والبطالة والتعليم ناهيك عن العشوائيات والفوضي.. أم أن هؤلاء الإسلاميين سيدخلوننا في مشاريع شكلية ظاهرية واضعة في رأسها المرأة كمحور رئيسي لصلاح المجتمع؟ لاشك أن المثقفين بأشكالهم المختلفة متوجسون( ولهم حق) فالمثقف هو الأعلي درجة في الحرية من الآخرين.. وهو يحاول أن يحافظ علي حريته تلك التي اكتسبها بالجهد والعلم بكل شكل. وقد حضرت ندوة في أتيليه القاهرة وهو مجمع المثقفين في العاصمة ضمت الندوة فنانين تشكيليين وأدباء وشعراء ومثقفين وكان السؤال المطروح هو: ماذا يجب علينا أن نفعل؟ هل سنقف مكتوفي الأيدي أمام اندحار المشروع التنويري المصري الذي بدأ في نهاية القرن التاسع عشر وامتد حتي بدايات القرن العشرين وأفرز علامات بارزة في جميع المجالات الثقافية والسياسية والدينية وبرزت فيه المرأة أيضا كمجاهدة ضد الجهل وسارت في المظاهرات تهتف للحرية والعدالة؟ وبالمناسبة فقد اختار الإخوان اسم الحرية والعدالة بذكاء حاد إذ انهما بالتحديد مطلب الثورة ومطلب كل الناس في مصر.. فهل ستتحول تلك الشعارات إلي أفعال أم ستقف عند حدود الكلمات الجميلة البراقة؟ ** * لا شك أن الأمية المرتفعة لدي الشعب المصري, علاوة علي المفهوم الديني المتغلغل في داخله بكل طبقاته.. قد خدم الإسلاميين وهم يسعون طوابير لاختيار المرشح.. ولم يكن في اعتبار هؤلاء الناخبين مفهوم السياسة والثقافة والخبرة بالنسبة للمرشح.. تلك الأشياء التي تؤهله للمشاركة في الحكم.. فقط كانت السمعة الحسنة!! والرغبة فقط في التغيير! ** * علي أي حال هذا هو شعبنا.. وهؤلاء هم ناسنا.. وهذا هو تراث الحكم العسكري السابق طوال عشرات السنين.. هذا الحكم الذي كان يفكر بمفهوم الأنا بينما الشعب هو النحن.. ولقد رأينا صورة لهؤلاء النحن حين قرروا الثورة علي الحاكم الأنا وأجبروه علي التنحي.. أملا في الحرية.. فهل سينعمون بالحرية؟!! [email protected]