فيما قبل ثورة يوليو كانت الانتخابات تطلق عليها لفظة معركة.. فيقال معركة الانتخابات حيث كانت تتخذ في الريف خصوصا شكل المعركة.. وكانت تلك المعركة يتم فيها التصادم والتحزب لمرشح عن مرشح عن طريق التماسك بالأيدي أو في أسوأ الاحوال بالنبابيت.. وكان أحيانا يسقط قتيل او اثنان.. وفيما بعد ثورة يوليو انضبطت الأمور نسبيا.. حيث كانت الاشتراكية تحدد المرشحين والمنتخبين.. أما الان وبعد ثورة25 يناير2011 فالشكل العام والمتوقع للانتخابات لابد سيختلف تماما.. أولا لأن ممارسة الحرية بمعناها الواسع أخذت حيزا في الشارع المصري لدرجة الخلط بين الحرية والفوضي. فالثورة لم تستقر بعد.. ولم يهدأ البخار الساخن.. وثانيا ان السلاح الذي كان محدودا فيما قبل أصبح تقريبا في يد الجميع.. والسلاح كما هو معروف له وسوسته الشيطانية اللازمة له والتي تطالبه دائما بان يستخدم... أي انه سيحل محل النبوت فيما قبل.. بداية من الخرطوش وحتي الآلي.. خاصة ان منظر الدم اصبح منظرا عاديا من كثيرة عرضه علي الشاشات التليفزيونية في كثر من البلدان العربية المحيطة.. وعندنا احيانا.. وثالثا ان البلطجية والمأجورين جاهزون للخدمة السريعة محمولين علي المتوسيكلات الصينية الرخيصة التي ملأت البلد ولاشك انهم سيكونون تحت امر مرشيحي الفلول من النظام السابق والذين يدفعون بسخاء. وأخيرا فإن الاسلام السياسي بأطيافه الموجودة لدينا يعتبر المعركة الانتخابية المقبلة معركة حياة أو موت وبلغتهم الخاصة معركة جهاد.. وهم بتعصبهم لايعرفون الحلول الوسط! فهل استعد المسئولون في الدولة عندنا لمثل ذلك اليوم.. يوم الانتخاب ؟ أم ان المسألة متروكة غايمة للظروف. ان اول تصرف واهم تصرف وأسرع تعرف يجب ان تقوم به الدولة هو جمع السلاح من ايدي المواطنين خاصة في الصعيد والريف وأعتقد ان افضل شيء في هذا الصدد هو اصدار قانون صارم.. يقوم علي تنفيذه العمد والمشايخ في المراكز والقري.. ولو حتي بالاتفاق ان يجمعوا الاسلحة من الناس ولو مؤقتا علي ان يسلموها لهم بعد الانتخابات.. وذلك حتي لايضطروا الي اخفائها.. ويواكب هذا التصرف جمع البلطجية ايضا ولو مؤقتا الي ان تمر الانتخابات.. اي تحديد اقامتهم في منازلهم او في السجون حقنا لدماء محتملة. فهل يسرع المسئولون باعداد الميدان للمعركة المقبلة معركة الانتخابات ام ان الوقت مازال فيه متسع للتفكير البطيء؟!