عندما ينتفض فريق كرة القدم في أي ناد ويحقق الانتصارات تتواري كل المشكلات والأزمات والانقسامات, وينعم النادي وتنعم ادارته بالاستقرار والهدوء لأن نجاحات الإدارة وقدراتها للأسف الشديد تقاس بانتصارات فريق الكرة. وهو ما حدث بالفعل في نادي الزمالك الذي حقق في ألعاب أخري مثل كرة السلة وكرة اليد وغيرهما من الألعاب الجماعية, والفردية خلال السنوات العجاف التي عاشها فريق الكرة, انتصارات وبطولات مرت علي الجميع مرور الكرام, وظلت الإدارة البيضاء في دائرة الاتهام بالتهاون والتقصير والفشل في اداء وانجاز مهمتها حتي جاء حسام حسن وتحققت معه الانتفاضة البيضاء للفريق الكروي ومعها اصبح المجلس ينعم ولو قليلا بالهدوء والاستقرار. توارت مشكلات وأزمات وانقسامات المجلس الأبيض تماما واختفت التقارير الساخنة الملتهبة عن فشل المجلس المنتخب بعد أن عاد الفريق الأبيض من بعيد لساحة المنافسة وبات نادرا ما نسمع عن أي أزمات وما أكثرها داخل القلعة البيضاء. ويعكس النادي الاسماعيلي في هذه الأيام تلك الحالة بعد أن تراجعت أسهم فريق الدراويش الكروي في المنافسة علي لقب الدوري بهزائم غريبة ومعها أصبحت ادارة النادي التي كان يتغني الجميع بعبقريتها الادارية, كمن يجلس علي فوهة بركان, وظهرت الانقسامات وبرزت المشكلات علي الساحة الاعلامية, ومن جديد عادت نغمة التغيير ولوح البعض بأوراق المخالفات الادارية والمالية.. ومعها دخل النادي الاسماعيلي الذي كان ينعم بالاستقرار قبل أسابيع قليلة والفريق منطلق نحو المنافسة في دوامة جديدة, قديمة, من صراعات لن يجني النادي من ورائها سوي المزيد من التراجع والانهيار! وفي ظل هذه الأجواء.. يبقي النادي الأهلي الاستثناء الوحيد من تلك القاعدة, لأن اداراته المتعاقبة نجحت في الفصل التام بين مجلس الإدارة بكامل هيئته من الرئيس لأصغر عضو, وفريق الكرة وكل الألعاب بالنادي, وتشعر معها أن كل شيء يسير وفق منظومة يعرف كل مشارك فيها ما له من حقوق وما عليه من واجبات, ويكون الفيصل في بقاء أو رحيل الأجهزة الفنية والادارية هو الحساب الختامي!