الناس في مصر قلقون أكتب هذا مساء السبت23 يونيو قبل اعلان نتيجة انتخابات الرئاسة الناس في مصر منقسمون بين الدولة الدينية دولة الاخوان وبين الدولة المدنية الراسخة في مصر منذ القديم.. واليوم انضمت إلي جماهير ميدان التحرير جماهير علي الناحية الأخري جماهير مدينة نصر.. هؤلاء يهتفون لمصر وأولئك يهتفون لمصر أيضا.. وهؤلاء يتصايحون باسم الشعب وأولئك أيضا باسم الشعب.. والحقيقة أن هناك علامات استفهام حول استقلالية مصر تختفي خلف انحياز أمريكا لأحد المرشحين وهناك تطلعات ومطامع لإسرائيل من خلف أمريكا.. ولكن وعي الجزء الأكبر غير المغيب من الشعب المصري يعي ذلك تماما, ولكن صوته قادر أحيانا وغير قادر أحيانا أخري علي اختراق تلك الغشاوة الضبابية علي أعين وسمع البعض خاصة أولئك مما يمكن أن نطلق عليهم القطيع الذين ينساقون وراء العاطفة أو وراء قائد لهم يعرف كيف يسوسهم.. لمصلحته الخاصة. الناس في مصر قلقون.. ولهم الحق.. فتلك هي المرة الأولي التي ينتخبون فيها رئيسهم منذ آلاف السنين. وهي أيضا المرة الاولي بعد ثلاثين عاما من القهر التي يتخلصون فيها من الخوف الذي أزمن ليخرجوا إلي الهواء الطلق.. ولذلك فلا غرابة أن يخلطوا في تلك المرحلة بين الحرية والفوضي وماتبع ذلك من مظاهر نراها الآن في الشارع المصري. الناس في مصر قلقون علي المستقبل.. مستقبل مصر ومستقبلهم.. ومستقبل أبنائهم وأحفادهم فما يحدث أمامهم من أرتباك وكر وفر في القرارات يربكهم.. خاصة حين يرون رؤساءهم القادمين.. يتعجلون الوصول للكرسي.. بل ويبدون أمامهم أحيانا كاذبين! ** * الناس في مصر قلقون.. وسيظلون هكذا لقين لفترة قد تطول أو تقصر.. فسواء أتي هذا الرئيس أو ذاك.. فهم ينتظرون أولا وبسرعة تحسين أوضاعهم المعيشية.. ربما قبل دخول شهر رمضان بعد شهر واحد وبالتالي فالرئيس القادم أكثر قلقا إذ عليه أن يصلح حالا وسريعا اقتصاد مصر قبل أن ينهار وتنهار معه الدولة. ** * الناس في مصر قلقون علي حياتهم.. وأمريكا قلقين علي مصالحها في مصر وفي المنطقة.. باعتبار مصر تهم العالم واسرائيل كالعقاب في الغابة ينتظر الفريسة ويفكر فيما سيكسبه منها من لحم ودم وأعصاب. والنتيجة كما يقولون غدا الأحد وان غدا لناظره قريب! [email protected]