ربما نختلف جميعا حول أدائنا جميعا... إسلاميين وعسكريين وثوارا...ربما لن يرضينا جميعا إن جاء محمد مرسي رئيسا! كما لن يرضينا جميعا أن جاء أحمد شفيق رئيسا! ولكن مما لاشك فيه أن الشعب اختار رئيسه..ويختار مساره! وعلينا أن نقبله ونرحب به..بل علينا جميعا أن ندعمه وأن نقف بجواره! وأن نهنيء كل من خاضوا السباق خاسرين وفائزين ونهنيء أنفسنا بهذا المشهد الفريد...الذي يختال ضاحكا حتي كاد من الحسن أن يتكلم رغم بعض خروقاته التي لاتمثل أصلا فيه.. ربما لم يرض كثيرون بحكم القضاء الدستوري في14 يونيو قبل الانتخابات بيومين حل البرلمان بسبب الثلث الفردي الذي ابتلعته الأحزاب وظلم فيه الثوار...وكان مطعونا في دستوريته منذ أن كان قبل بدء الانتخابات البرلمانية في ديسمبر2011 وأتي طمع البعض نكالا عليهم..فكانت سببا في حل البرلمان كله لاثلثه بحكم المحكمة الدستورية العليا في14 يونيو الحالي, ربما تمنيت شخصيا وتمني معي كثيرون أن يكون البطلان كما في منطوق الحكم لثلث البرلمان الفردي فقط لا لمجمله..ولكن شاء القضاء وشاءت المحكمة الدستورية ذات السابقتين الشبيهتين في عصر مبارك عام1984 و1987 في حل البرلمان بحيثياتت شبيهة.. واحترام احكام القضاء احترام للذات قبله ولاتفلح معها الضوضاء...ربما كذلك لم يرض الكثيرون ولست منهم بحكم المحكمة الدستورية بخصوص العزل في نفس اليوم بعدم دستورية قانون العزل, وأراه تمييزا علي أساس سياسي وعودة لقاموس الانغلاق السياسي وأولي بالجميع كما انتهت المعركة الانتخابية للاحتكام لاختيار الناس عزلا شعبيا أو قبولا شعبيا! وقديما حين قام به ثوار يوليو حرم بسببه أمثال مصطفي النحاس وحافظ رمضان وأحمد لطفي السيد وغيرهم من ممارسة السياسة وكانوا زعماءها وزعماء الأمة معها! كما أن شخصنة القانون التي صدر بها وكانت موجهة لشخص اللواء عمر سليمان الذي تم استبعاده من سباق الرئاسة فيما بعد في أبريل الماضي, ثم تعالت نيران دعواته حتي كادت تحرق وجود الفريق شفيق المرشح الذي استمر في جولة الاعادة في حال خسارته يكون الشعب لا من فريق سياسي أو قانون مسيس قد عزله, وإن كسب وفاز تكون إرادة الشعب فوق إرادة البعض وفوق القانون المسيس! كان التحزب والتحيز السياسي والنفعي لبعض القوي والأفراد سببا رئيسيا في مشاكلنا السياسية طوال الفترة الانتقالية, فكانت معركة التعديلات الدستورية واستئثار الإسلاميين بمصالحهم عن سواهم, شتات الثوار.. وشتات القوي المدنية وعجزها الذي مازال قائما عن بناءتنظيماتها وإحسان نظمها, وكانت زويلة الانتقام آفتنا الفكرية فنظرنا جميعا لماض نريد أن ننتقم منه ومن شخوصه أكثر من قدرتنا علي تجاوزه والنظر لمستقبلنا وتوافقنا عليه.. ونشطت المطالب الفئوية ولم يعد عمل ولا مطلب إلا المصالح الفئوية والخاصة والعادلة الصغيرة والكبيرة.. ولكن لم نهتم جميعا بمستقبل الوطن.. وبدأ تشكيك الكل في الكل فلم يعد الجيش والشعب يدا واحدة كما كانت شعارات الثورة.. ولم يعد المسيحيون والمسلمين يتبادلون الصلاة كما كان في أيام الاجماع الثوري في الثمانية عشر يوما منذ بداية الثورة حتي تخلي مبارك عن الحكم في11 فبراير2011 ولم يعد الليبراليون والإسلاميون يدا واحدا كما كانوا في زخمها, بل وفي أحيان كثيرة لم يكن كل فريق جسدا واحدا, فكانت معارك التشريع والدستور والانتخابات والمطالبات.. تنازعنا ففشلنا وذهبت ريحنا! سيستمر المسار حتما.. وسينجح.. فقد استيقظ الشعب.. وقد انكشفت الأخطاء.. اخطاء الجميع.. ومشكلات الجميع ولا يمكن تحميل طرف واحد كل الخطأ... ولكن حان الوقت لنقول جميعا نحن بحاجة لرأس حتي تدوم ثورة كانت وظلت بلا رأس! وغدت أيام كثيرة بألف رأس فكان التخبط الذي تورطنا فيه جميعا وتخبطت فيه مصر! علينا جميعا ان نكمل المسار فلن يعود الاستبداديون ولن ينجح الاستحواذيون.. لن يكون لدينا حزب وطني قديم أو جديد.. لم يعد من حق الشيوخ سنا ولباسا كل شئ.. صار هناك شباب وشابات تصدروا الثورة والمشهد ولهم من الحقوق الكثير.. حتي داخل تنظيمات الشيوخ.. صار بإمكان الشعب ان يحتج سلميا وأن يعبر عن معارضته وعن رفضه لمن يشاء وما يشاء.. وإذا صمت الأذان عن سماعه سيجبرها علي السماع أو التنحي والضياع.. ولكن قد لا نحتاج ذلك فالشعب صار يصنع إرادته ويختار حكامه.. ويجلس من الصندوق من يشاء ويطرد من يشاء.. صار لدينا صندوق يتكلم وليس صندوقا ابكم! هنا الربيع العربي الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة والحق في المعارضة والاختيار.. الديمقراطية ليست حراما هي الحصن وهي الدرع هي الوسيلة وهي الغاية.. هي سلاح الشعوب.. وليت كثيرا منا يعيدون لها الاعتبار بعد ان اتهموها في شرفها!