[صور زفتوغرافية] ** صاح الخطيب في المصلين وهو يتصبب عرقا: كلكم سواء أمام الله لا فضل لعربي علي أعجمي ولا لأبيض علي أسود إلا بالتقوي والعمل الصالح, لا يباهي أحد أحدا بحسبه ولا بنسبه. فالناس يعبرون الصراط بما كسبت أيديهم, ويدخلون الجنة بما قدموا وما اجتهدوا من أعمال لا بأعراقهم ومناصبهم خرج من المسجد وقد أدي الأمانة التي أؤتمن, قابله رجل دائن له بمبلغ من المال, أقبل عليه يطلب حقه فاختلفا ودخلا في عراك وشتائم جعلت المارة يتدخلون لفض الاشتباك, قفز الشيخ من فوق كتف أحدهم وصاح مجددا في وجه خصمه الدائن: نسيت نفسك يا ابن الكلاف يا ابن حلاق الحمير,. انفض من حوله الجميع فور ارتفاع صوت الأذان. ** من فوق كوبري قصر النيل كانت هتافات المسيرة السلمية تزلزل الكوبري, المتظاهرون يهتفون من أعماق الأعماق طلبا للحرية والعدالة والقصاص و... إلي آخر مطالب الثورة التي مازالت تصارع من أجل البقاء, وخلف المسيرة كان طابور طويل من السيارات ينتظر فتح الطريق للعبور, وعندما طال الانتظار نزلت سيدة في الستينيات من العمر تمشي متقوسة في اتجاه الشباب الثائر, قالت لأحدهم: والنبي يا ابني أنا مريضة ورايحة للدكتور من فضلك افتحوا الطريق عشان اعدي. رمقها الشاب بعينيه الغاضبتين ورد عليها هازئا: ياجدتي اصبري شوية اعتبري إن موكب وزير في حكومة نظيف معدي ولا نسيتوا اللي كان بيحصل. تنهدت العجوز دون أن ترد تحية الشاب ثم نظرت إلي الأرض وعادت إلي التاكسي بمنتهي الحرية تنتظر مع المنتظرين. ** قبل الثورة كان الحديث في السياسة دربا من الجنون لا يتفوه به إلا واحد نفسه في ليلة ع البرش أو طرقوع علي قفاه من المخبر أبو كف حديد ومجبس. لكن الوضع اختلف الآن وشهد المجتمع طفرة سياسية غير مسبوقة, ولأننا متمرسون في السياسة وندرك أصولها جيدا, فتح السائق صالون الميكروباص السياسي قبل أن يتجمد الركاب في وقفة كوبري15 مايو ساعة الذورة, قال السائق معلقا علي خبر قصير أذاعه الراديو عن مرشح رئاسي: يا... يا عرة النسوة, بكرة فلان يخليك ولا تسوي, صفق الركاب إلا واحد اعترض قائلا: دي مش ديمقراطية كل واحد يختار مرشحه اللي عاوزه ويرفض اللي مش عاوزه بأدب واحترام لقواعد الحوار وليس بالكلام القبيح, صفق بعض الركاب مرة أخري لتحية الراكب الديمقراطي علي قفاه.. ليته سكت. ** مثلما ارتفعت معدلات الطلاق والخلع والبيوت الخربانة, باتت الأحكام المطلقة في حالة طواريء( ويبدو أن أصحابها لم يسمعوا عن إنهاء العمل بذلك القانون اللعين), وعلي المقهي جلس قاضي القضاة السمسار باشا في حضرة هيئة قعدته الموقرة يتداول قضية مصيرية تمس الشأن الوطني, فاعتدل في جلسته وشد في لحيته القصيرة المنمقة ثم قال: كل وسائل الإعلام فاسدة وكدابة, قال له صاحبه: هو الإعلام بس؟, فبادره: اللي أسوأ منه القضاة بتوع الوسايط والأحكام المتفصلة, فضحك الثالث: شفت المحامين اللي غاويين شو ومنظرة طلعوا مسخرة, فقال القاضي الجلاد: المحامين والدكاترة( ولم يحدد الأطباء أم أساتذة الجامعة), والمدرسين كلهم ناس أي كلام سيبك انت.. إحنا وبس اللي في البلد دي والله ما جابت رجالة زينا هأهأهأهأهأ, وتبعه الجميع قهقهة وكركرة في الشيشة. [email protected]