الديمقراطية لا تعرف اخوانياي ولا ليبرالياي ولا علمانياي.. انها منارة العدل.. وقد شهدت مصر يوم23 مايو عرسا ديمقراطيا حضره الملايين من الشعب بكل أطيافه إبتهاجا بلقاء عروس غابت عن مصر آلاف السنين! العالم انبهر بالأداء المصري الحضاري في إدارة العملية الانتخابية واهتمام أكثر من45% من الشعب بالذهاب إلي صناديق الانتخاب لفرض ارادته الحرة في اختيار من يريد وليس ما يريدونه!! إن الديمقراطية تعبر عن رأيي أنا ولا تنساق وراء ميول أو أغراض أو فئات بعينها.. وإذا كان البعض هنا في مصر اعترض علي استحياء علي نتيجة الانتخابات الرئاسية ووجدها منقوصة مثلما صرح الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح.. دون تطرف لفظي أو تصرف يخرج عن ميزان عدل العملية الانتخابية.. فهو حق له يعبر فيه دون اعتداء أو عدوان علي جسد الأمة ويشوه فرحتها.. ولكن أن تخرج مظاهرات رافضة لاختيار الشعب فهذا غير مقبول في عهد جديد بدعو إلي الحرية وممارستها بفهم ووعي!! الديمقراطية زائر جديد لأرض مصر.. وقام أهل البيت باستقبالها كل علي طريقته ومزاجه وثقافته وميوله.. فمنهم من احترمها وقدرها وسمع كلامها.. وآخر قابلها بوجه بشوش.. وعقل مسدود. وفي جناح آخر من البيت الكبير الوطن هناك من يشعر بها وبمرافقتها في دنيا السياسة طالما هي تطيعه, وتتوافق مع فكره.. ولكن إذا قررت مخالفته يفتح عليها نار جهنم؟! الديمقراطية في العالم كله لها منطق واحد لا تنحرف عنه.. يدعو إلي احترام رأي الأغلبية وعدم أهمال الأقلية.. أنها تنشر ثقافة السلام الاجتماعي وتقفل باب الصراعات في وجه كل الطامعين الذين يحلمون بأحلام خاصة جدا.. ويجبرون الأغلبية علي اعتناق نفس الأحلام التي قد لا تعبر عن مزاجهم وارادتهم أبدا! التقدم الحضاري يقاس بمدي الوعي بمفهوم الديمقراطية.. لأنها دعوة صريحة للتحاور والتفاهم وتبادل الآراء باحترام إدارة البلاد وإرادتها.. التي تتوافق مع إرادة الأغلبية العظمي من ميول الشعب كله! دون أقصاء أي فصيل وأهماله.. والجزء المعارض لابد من احترام إرادته وحقه في التعبير دون تجاوز أو مهاترات أو خروج عن القانون وآدابه أيضا!! أن الديكتاتورية أو حكم الفرد.. أو الحزب الواحد.. غريم شرس للديمقراطية.. لأنها تجد غايتها في العقول الضحلة والنفوس المتسلقة التي تتخفف من المباديء والقيم ولا تعتنق إلا مبدأ أنا ومن بعدي الطوفان!! فنهج الديكتاتورية يعشق التطرف والتسلط والتربص بالآخر وليس مشاركته اطلاقا؟!! عنوان السلوك الديكتاتوري المصلحة الشخصية أو الفئوية.. بتعامل مع الإنسان كمفعول به وليس فاعلا أطلاقا؟! ثورة يناير أزاحت بإصرار ستار العشوائية.. ويتلهف المصريون لممارسة الديمقراطية العالمية الحرة المباشرة.. وليست الديمقراطية التفصيل تأخذ ما يناسبها وتحارب باستماتة ما لا يعجبها وأن كان يستسيغه الآخرون ويجدون فيه ملجأ لارادتهم واستقرارهم؟! نختلف.. نتفق فإن العدل هو مقياس ممارسة الديمقراطية السلمية وليست الفالصو؟! العهد الجديد وعد الشعب بالتوزيع العادل للثروة.. وغرس بذور النهضة التي يستحقها المصريون وأمتنع النظام السابق عن رعايتها وريها بالعلم والأصول والرحمة. والآن أخترنا الديمقراطية..فلماذا الجنوح عن الشرعية المتمثلة في الصندوق؟ لماذا نسمح بهجوم غير مسئول علي مقر الحملة الانتخابية للفريق شفيق.. أنها ردة عن ديمقراطية نحن في انتظارها منذ آلاف السنين.. ونلقي بها بلا وعي في بئر الصراعات الحزبية التي قسمت البلاد بين ليبرالي وعلماني وديمقراطي واخواني وسلفي وصوفي ومسيحي أن الاستعمار لم ينجح قط في فرض أهدافه البشعة وخطة فرق تسد ومحاولة فرضها علي المصريين وللأسف نجح المصريون بأندفاعهم أو حماسهم أو جهلهم بما يدور في عالم قبيح من آلاعيب شريرة لا تمتلك نوايا حسنة أبدا لبلادنا؟!! هذا هجوم غير مبرر ولا منطق له أطلاقا وسوف يجر البلاد إلي الخراب ومواجهات لا داعي لها أبدا! أنتباه.. أنها صرخة مصرية لكل أهل البيت إلا ينساقوا وراء مغرضين يلقون بكرة نار تحرق أستقرار مصر وسينعكس بالتأكيد علي اقتصادها بما يضفيه من رخاء منتظر بإذن الله,, لأننا أغنياء بناسنا ومواردنا وثرواتنا العقلية والمادية.. إن العالم الغربي يطمع في خير مصر ويرتعش من قوتها الآتية بإذن الله إذا أتحد شعبها وأتبع طريق العهد الجديد الذي يعبر عن ارادة شعب مشهود له بالتميز!! إثارة الفوضي والارتباك في الشارع المصري المستفيد الوحيد منه هم الطامعون في الغرب والمتلصصون في الشرق.. الذبن يموتون غيظا وحقدا علي بلادنا العظيمة ونقائها العرقي وأصالتها الضاربة في جذور التاريخ!! والآن دور الاعلام يجيء في صدارة تهدئة نلك المرحلة الحساسة في عمر الوطن.. بالوعي والادراك وليس بالأثارة ومحاولة توجيه الرأي العام إلي فكرة بعينها أو لفصيل عن آخر والاعلامي الذي يريد أن يفرض توجهاته وآراءه الشخصية علي المشاهد.. عليه أن يترك ميكروفونه ويكون هو مجرد مشاهد؟!! مصلحة الوطن هي الهدف الوحيد للجميع!! السؤآل للشعب كله.. لماذا الأصرار علي الصغائر والتوافه التي تعطل لغة الانطلاق؟! فالمشاكل كثيرة.. والنفوس تعبت أكثر من17% من المصريين يعانون نفسيا؟! والنقود تسربت من الجيوب.. والانتاج قل.. والديون تضاعفت بالمليارات.. رفقا بالبلاد.. وأبدأوا طريق الاستقرار وان شاء الله لا عودة أطلاقا.. لعهد ظلم أم الدنيا كثيرا من زماااان؟! القوي السياسية المتصارعة في مصر يشار اليها بالاتهام في عرقلة عربة الاستقرار.. والنجاة هو الهدف الواحد حماية البلاد ورعايتها والصبر علي استرجاع عافيتها تدريجيا بلا ضغوط, سلبياتها تسبق ايجابياتها وتبعثر قدراتها في لا شيء يهم. قواعد اللعبة السياسية أن نحتكم إلي صناديق الانتخابات ولا نعادي المنافسين.. المنافسة السياسية تؤدي كثيرا إلي الجمود بل تساعد علي فتح انفاق التراجع السريع إلي الخلف وتعطيل مسيرة التقدم. في القرن الماضي كانت الديمقراطية تطل باستحياء علي البلاد وجاءت الانتخابات البرلمانية وكان المستنير الواعد أحمد لطفي السيد يعتنق الفكر الديمقراطي فإذا بمنافسة يهاجمه.. ويجتمع مع بسطاء الشعب وفلاحيه هامسا لهم أن لطفي السيد ديمقراطي والعياذ بالله.. مما ساعد علي فشله في الانتخابات وخسر البرلمان استنارة المثقف الواعد د. لطفي السيد.. لاعتناقه مذهبا لا يفهمونه؟! أما ديمقراطية القرن العشرين فهي مؤشر لحضارة الأمم المهم نفهمها ولا نفسرها علي هوانا والعياذ بالله!