اذا ذكرت العشوائيات قفز اسمها سريعا.. هي الدويقة المعروفة بصخرتها الشهيرة وناسها الذين ينتظرون ان يكتب اسمهم ضمن مواطني مصر أو كما يقولون: عايزين نحس اننا مصريون ولذلك في اليوم الاول من انتخابات الرئاسة قررنا الذهاب لأكثر منطقة عشوائية ذاع صيتها في الملف الأهم والأصعب علي الرئيس القادم الذي تختاره مصر في هذه الآونة.. الأهرام المسائي تدخل قلب المنطقة لترصد أحلام سكان الدويقة في الرئيس القادم عبر السطور التالية.. بجانب الصيدلية المهدودة كان لقاءنا بأميرة ياقوت مفتاحنا للمكان وفي البداية سألناها هتنتخبي مين؟ فقالت لسة محتاره بين شفيق وحمدين أنا عايزة حمدين لكن جوزي اختار شفيق وعايزني انتخبه. وتابعت ضاحكة: كان في ندوة عملوها لنا قريبا في جامع تبع الجمعية الهندسية علشان يعرفونا ازاي نختار مرشحنا ورغم ان الكلام كله مفيهوش اسم صريح بمعني انه يكون هيفيد البلد ويخرجها من اللي هي فيه لكن احنا فهمنا انهم يقصدون عمرو موسي لأنه كل شوية يقولون لازم يكون ليه علاقات دولية واتعامل مع دول كتير فكلنا فهمنا انهم يقصدونه مشفناش ولا واحد منهم هنا ولا حتي حد من اللي تبعهم وكأننا لا في ثورة ولا يحزنون هكذا نطقت أميرة بتنهيدة أسي مستكملة: كنا فاكرين هيبصولنا ويحسسونا اننا مصريين وعايشين وعموما احنا مش عايزين غير الأمان لأن البلطجة اللي عايشينها خلتنا نشوف ان حياة البني آدم بقت أرخص حاجة والافترا زاد والظلم زاد ومبقاش في حد يخوف دا في مكان جنبنا اسمه مربع المسجلين الخناقة فيه بتبقي ولا اللي بتشوفوه في السينما وأكثر والطوابير زادت دا حتي العيش دلوقت بقي بالواسطة للي يعرف حد في الفرن!. عادل رمضان شاب عمره24 سنة قال: هختار أبو الفتوح لكن أيا كان اللي هييجي مش عايزين غير شغل نعرف نعيش منه وعموما غصب عنه مفيش قدامه غير انه يشتغل لأن مدته محددة ومش هيشوف غيرها لو معملش حاجة. التقط منه حازم عبد الظاهر طرف الحديث قائلا الأحوال دلوقتي بقت زفت ومبقاش في غير ثلاث شغلانات بس للصنايعية اللي زيي اما بلطجي أو بائع مخدرات أو قهوجي والرئيس اللي جاي ده فرصته6 أشهر فقط ولما محسناش ان في أمل في تغيير أحوالنا يبقي يستني ثورة جديدة بس مش ببتوع التحرير بالناس بتوع العشوائيات اللي لا هينفع معاهم داخلية ولا جيش لو أظهروا غضبهم.. مش هيفرق مين هييجي المهم نحس اننا في باله. الحاجة ماجدة بمنطقة سعد المصري بالوحايد في الدويقة وعمرها65 عاما قالت هروح بكره وهختار عمرو موسي أو أحمد شفيق علشان بثق فيهم أما التانيين معرفهمش ومجلس الشعب ورانا ان بتوع الدقون مش عايزين غير الكرسي وروحت انتخبتهم في مجلس الشعب علشان كنت خايفة من الغرامة بس ولو اشتغلوا بما يرضي الله لكن عموما شجرة لو مبتطرحش. تركنا الدويقة بحواريها الضيقة الغارقة في مياه المجاري وبيوتها التي لا تتجاوز كونها غرفة صغيرة تكسو الشقوق جدرانها في مشهد صارخ لادانة نظام اطيح به وذهبنا لرصد المشهد الانتخابي لميلاد نظام جديد وأمام مدرسة أحمد عرابي الاعدادية بنات قابلنا الحاجة فاطمة بيومي التي قابلتنا بابتسامة قائلة زمان مكانش فيه انتخابات للرئيس كان لما واحد فيهم بيموت بنلاقي التاني فوق رأسه من غير مانختاره عايزاه من الريس الجديد يخلي باله من الغلابة وخصوصا بتوع الدويقة دول زي ما فيهم شضلية فيهم غلابة ومش عايزين غير معاملة كويسة هكذا جاءت مطالب الحاجة فاطمة من الرئيس الجديد مؤكدة أنه هياخد عبرة من اللي قبله وهيعدل.