تضاربت آراء المترجمين حول اقتراح إنشاء مرصد بمركز اللغات والترجمة بجامعة القاهرة لمتابعة صورة مصر عبر العالم, والذي دعا اليه المشاركون في مؤتمر صورة مصر في الأدب العالمي. وأكد البعض انها فكرة جديدة وستفيد الباحثين, فيما رأي أخرون أنها فكرة غير عملية, ولابد في البداية ان تكثف الترجمات من وإلي اللغات الأخري. ويقوم المرصد كما طالب المؤتمر بمتابعة الكتابات والمؤلفات الأدبية والصحافة الدولية التي تتناول صورة مصر, وإلقاء الضوء علي اراء المحللين والمعلقين من الشرق والغرب مع تحليل أبرز نقاط الاتفاق والاختلاف. أيد المترجم أحمد شوقي عضو مجلس امناء المركز القومي للترجمة الفكرة موضحا انها لا بأس بها, ولكن المطالبة بمتابعة صورتنا بالخارج ليست جديدة لكنها كانت تأتي ضمن دوائر أخري ننتمي إليها مثل العربية والإسلامية, وكيف تعرض تلك الصورة في الخارج لأنها تؤثر علينا, وصورة مصر بشكل مباشر لم تتناول بشكل كاف لأنها متضمنة في الدوائر الأخري سلبا وايجابا, والدائرة الوحيدة التي لا يأتي فيها اسم مصر هي الدائرة الإفريقية والتي يجب أن نسعي للعودة إليها وأضاف شوقي يجب علينا الاعتراف بأن لدينا شكلا من اشكال القصور في فهم الآخر فدائما نقتصر الخارج في الغرب ثم نقتصره في امريكا وصولا للبيت الأبيض, لكن العالم أكبر من ذلك فلم نتناول صورتنا عند الصينيين, مع أنها من الدول ذات الاقتصاد الكبير وتتعامل مع مصر عن قرب لكن إذا أردنا تحقيق هذا المشروع فعليه أن ينظر لكل بلاد العالم ولا ننسي آسيا وأمريكا اللاتينية, فبها دول تأثرت بأشياء حدثت عندنا وألهمتهم. وأوضحت المترجمة والشاعرة فاطمة ناعوت أننا في حاجة لمثل هذا المرصد فكثير من الأعمال الأدبية والأفلام السينمائية الغربية تتناول مصر والمصريين, لذا نحن بحاجة اليه لرصد صورة مصر الفرعونية القديمة حتي مصر الحديثة بوصفها هوية مستقلة, ونرصد كل ما ذكر عن مصر سلبا وإيجابا فكلاهما مفيد, وعلي المرصد ان يعمل بحيادية وحرفية عالية لكشف الصورة الحقيقية ليستفيد منها الباحثون والمترجمون إذ يعد مرجعية مفيدة. ومن جانبها قالت المترجمة والكاتبة د. سهير المصادفة المشرفة علي سلسلة الجوائز بهيئة الكتاب اننا غير معنيين بصورتنا في الخارج لأنها ضئيلة الوجود, ويجب علينا أولا ان نقدم ترجمات كافية من وإلي اللغات الأخري, فنحن لا نترجم بالمعدلات الواجبة فما الذي سنرصده, لافتة إلي انه لا يوجد احد معني بي كعربية أو مصرية غير المستشرقين الأوائل الذين كانوا مولعين بمصر, لذا علينا الارتقاء بمعدل الترجمة وان نترجم بمعدلات أكبر ويكون الكيف افضل, لنتجاوز الرقم المخزي إن اسرائيل تترجم اكثر منا بمرة ونصف. واتفق المترجم أحمد عبداللطيف معها علي ضرورة الاهتمام بالترجمة ومستواها, مضيفا هناك صورة عن مصر موجودة دائما لدي الغرب, لكن وجود مرصد شيء غير عملي ولا توجد له أهمية, لكن علينا متابعة الكتب التي تناولت مصر وترجمتها, لكن إقامة مرصد مخصص شيء غير مفيد, لكن علينا تفعيل أدوار بعض الوظائف التي من مهامها توصيل ثقافتنا للخارج وإعطائنا صورة واضحة عن وجودنا لديهم مثل دور المستشار الثقافي لمصر في سفاراتنا, وقطاع العلاقات الثقافية الخارجية في وزارة الثقافة, فبماذا نفسر ان الأديب الوحيد المصري الذي عرفه الغرب بعد نجيب محفوظ هو الكاتب علاء الأسواني, السبب أن تلك الوظائف السابق الإشارة لها لا تعمل علي تقديم كتابنا وأعمالنا الإبداعية ورؤيتنا إلي الخارج.