عادت مشكلة عمالة الأطفال إلي الظهور مرة أخري في المجتمع, حيث انتشرت في سوهاج بشكل يصعب معه سعي المجتمع لمواجهتها لاسيما أن الأطفال وحدهم من يدفع الثمن بإهدار أهم مرحلة عمرية من حياتهم, حيث يمتهن الأطفال النجارة والحدادة والسباكة وغسيل السيارات ومسح الأحذية في شوارع وميادين المحافظة دون الانتباه إلي مستقبل هؤلاء الأطفال الذين يتسربون من التعليم يوما بعد الآخر بهدف مساعدة أسرهم ماديا. وتقول سحر وهبي, استاذة بكلية الآداب جامعة سوهاج, إن أطفال الشوارع ظاهرة انتشرت علي مدار سنوات طويلة خلال النظام السابق الذي لم ينتبه لها أو يبذل جهدا للقضاء عليها أو الحد منها ومن اسبابها التفكك الأسري والتسرب من التعليم وانتشار المناطق العشوائية والفقر وكثرة الانجاب. وأوضحت أنه يجب رفع مستوي دخل الأسر الفقيرة مما يساعدهم علي تعليم أبنائهم ونشر الوعي لدي الآباء خاصة الأميين, حيث يجب أن يكون لأولادهم الحق في التعليم والاستمتاع بحياتهم. تضيف د. هبة العطار استاذة بجامعة سوهاج أنه يوجد أكثر من سبب لعمالة الأطفال منها مادي كالفقر وقلة دخل الأسرة مما يدفع أولياء الأمور لتشغيل أبنائهم وتحسين أحوالها الأقتصادية مما يؤكد انعدام الوعي الثقافي لدي بعض الأشخاص حيث يفضلون الحصول علي الدخل دون ما يفكر في عواقبه0 أضافت أن تلك الظاهرة تعتبر سببا ونتيجة للمثلث القاتل الفقر والجهل والمرض وعلاجها يكمن في تلافي أسبابها وطالبت بضرورة النهوض بالشريحة الوسطي في المجتمع والأحداث والتوازن وذلك من خلال توفير فرص عمل ومتابعة التعليم النظامي منعا من التسرب ومحاسبة الأسر الذي تهمل في تربية أبنائها. وقالت مايسة الشريف المدير التنفيذية لجمعية تحسين الصحة بالمحافظة أن أطفال الشوارع بالمحافظة دفعتهم الظروف إلي الخروج للشوارع بسبب قلة دخل الأسرة التي تؤدي إلي انتشار الظاهرة الخطيرة بجانب الظروف الاجتماعية التي يعيشونها مثل انخفاض المستوي التعليمي والاقتصادي والتفكك الأسري, وأضافت أن الجمعية ترعي الفتيات المعرضات للخطر ومجهولي النسب الذين لا مأوي لهم.