هدف سرية أسرع طوبجية س1 كعفاريت الجن إلي مدافعهم للاشتباك مع هدف صهيوني تقرر قصفه وما أكثر اهداف العدو التي كنا نقصفها في خضم مرحلة الردع كل يوم منذ انبلاج فجره. حتي تغرب شمسه متباطئة كسلحفاة غبية ثم يأتي ليله الحالك فيزداد التراشق عنفا وضراوة. تصور كلمتا هدف سرية صارتا أقرب إلي آذان رجال س1 من شتي الأوامر اليومية التي كان الملازم بكر شلبي يطلقها بصوته الجهوري. وتزايدت بالتالي خسائر الصهاينة وأوجاعهم من قسوة ضربات مدفعيتنا المتتالية التي اقضت مضاجعهم وحولت وجودهم في سيناء الي جحيم مقيم لايطاق وقصفت المدافع حتما يسكت هديره أوقاتا قد تطول أو تقصر لذا كنت انتهز احدها لأتسلل في جنح الظلمة الي قرية عند ميمنة الموقع قاصدا دار ام ياسين ومعي إناء ارجع به قد امتلأ لبنا دسما ولم يكن شراء اللبن سوي وسيلة اخفي وراءها حقيقه نواياي. طرقت الباب ففتحته مرحبة قد افتر ثغرها العذب مبتسما رأت الإناء في يدي فأخذته ساخرة ووضعته علي مائدة قريبة ثم امسكت يدي مترفقة وقادتني إلي غرفة نومها. اقبلت عليها لاهثا ألثم وجهها قد استعرت في صدري رغبة متأججة تلاحقت انفاسي ورفعت ذراعي اريد تطويق عنقها قد تسمرت نظراتي الشبقة علي شفتيها وقبل ان تقترب شفتاي النهمتان منها سمعت فجأة بكاء طفلها الرضيع الذي ينام قرير العين في مهده ارتجف بدني لبكائه الموجع واستفاقت من انفعالها وهتفت في لهفة: - ياسين.. ابني احتضنته كأن العالم كله بين ذراعيها لم تر غير فلذة كبدها ياسين ابنها الحبيب ازداد بكاؤه وتحول إلي صراخ مؤلم فكأنه يعترض ساخطا علي ما اعتزمته! العناية الالهية لاشك ايقظته من نومه الهانئ باكيا لتمنعني من اقتراف ما أوشكت علي فعله! نهضت متعجلا كأن عقربا لدغني وفررت خارجا لم أقرب هذه القرية بعد ذلك ولم احاول ان انظر الي مشارفها وانا اقف خلف مدفعي اطلق نيرانه المتلظية علي رءوس اعدائي الأوغاد. محمد رفعت عيد