المخدرات أفقدته عقله حتي أنه لم يدرك عندما انفلتت أعصابه وانقض علي أمه ضربا وركلا أنه يضرب أمه التي يحبها ولم يع عندما حملها بين يديه وألقي بها من شرفة الطابق الرابع. أنه أزهق روح أقرب الناس إليه.. سكرة المخدر أعمت قلبه وعقله ولم يفق منها إلا علي مشهد جثة أمه الغارقة في دمائها بالشارع. انفجرت بداخله أحاسيس الندم علي واقع صنعه بيديه فأخذ يتخبط في الشوارع لا يلوي علي شيء ولا يعرف إلي أين يهرب.. هل يهرب من جريمته أم من ضميره الذي أشعل حريق الندم بداخله, ولكنه ظل يهيم بلا هدف حتي سقط في قبضة الشرطة لتقتص منه العدالة. حمدي شاب في مقتبل العمر حصل علي دبلوم التجارة نشأ وترعرع في منطقة الطالبية فشل في الحصول علي فرصة عمل وانضم كغيره إلي طابور العاطلين إلا أنه لم يستسلم لليأس وراح يبحث عن عمل حتي وجد فرصة في محل جواهرجي وبذل مجهودا كبيرا حتي أصبح محترفا في عمله وبدلا من أن يكون رجلا عصاميا يصنع نفسه بنفسه خالط أصدقاء السوء من المدمنين وبدأ يتغيب عن عمله بسبب السهرات الحمراء التي يقضيها معهم يوميا للصباح حتي تم فصله من عمله. وأمام احتياجه لتناول الجرعة اليومية من المواد المخدرة بدأ في أخذ الأموال من والدته بالقوة وتجرد من كل مشاعر الإنسانية والرحمة وتنكر لجميل والدته التي أفنت عمرها في تربيته حتي انحني ظهرها واصابها المرض من كثرة أفعاله وسوء سلوكه معها وعندما ضاقت من تصرفاته ورفضت الانصياع لأوامره واعطاءه مبلغا من المال هاج وماج وفقد عقله وأعصابه وانهال عليها ضربا وعندما هرولت من بين يديه إلي البلكونة للاستغاثة بقلب رحيم ينقذها من بطش ابنها العاق أسرع خلفها ووضع يديه علي فمها وألقي بها من الطابق الرابع فأصيبت بجروح وكسور ونزيف بالمخ ولفظت أنفاسها وأسلمت روحها إلي بارئها. تم ضبط المتهم عقب ارتكابه الواقعة وأحاله اللواء أحمد الناغي مساعد أول الوزير لأمن الجيزة للنيابة التي أمرت بحبسه. وكان اللواء كمال الدالي مدير الإدارة العامة للمباحث قد تلقي اخطارا من نائبه اللواء طارق الجزار بسقوط سيدة(60 سنة) من شرفة شقتها من الطابق الرابع بشارع محمد عمر بالطالبية ولفظت أنفاسها, فانتقل اللواء محمود فاروق مدير مباحث الجيزة والعميد جمعة توفيق رئيس مباحث قطاع الغرب وتبين من الفحص ومناظرة جثة المجني عليها وجود كدمات وكسور ونزيف بالمخ وانها ربة منزل وبسؤال شقيقها عبدالمولي(61 سنة) عامل اتهم ابنها29 سنة صائغ بدفعها من الشرفة مما تسبب في اصابتها التي أودت بحياتها وذلك بسبب خلافهما علي مبلغ مالي ولاذ بالفرار. تمكن المقدم أحمد النواوي رئيس مباحث الطالبية من القبض علي المتهم وبمواجهته اعترف بحدوث مشاجرة بينه وبين والدته بسبب رفضها اعطاءه مبلغا ماليا قام علي اثرها بغلق باب الشقة بمسامير من الداخل حتي لا تتمكن من الخروج.