لم يشهد الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي أوقاتا عصيبة مثل الذي مرت عليه هذا العام فبعد حادث استاد بورسعيد الذي راح ضحيته العشرات من عشاق القلعة الحمراء, تعرض الفريق في مالي لأيام مرعبة أدت إلي تعلق قلوب الملايين في مصر بمصير ممثلهم في باماكو عاصمة الدولة الإفريقية بعد أن تسبب الانقلاب العسكري هناك في تأخر عودة بعثة بطل مصر5 أيام بعد أدائه لمباراة استاد مالي. وبعد عودة البعثة أمس علي متن طائرة حربية هبطت بمطار شرق القاهرة لم يصدق معظم أعضاء الجهاز الفني واللاعبين أنهم عادوا إلي أرض الوطن بعد أن اضطروا إلي عدم الخروج من الفندق الذي شهد محيطه دوي إطلاق النيران بين قوات الجيش في مالي والقوات الموالية لرئيس الدولة المخلوع. المعاناة زادت من درجة الألفة والتكاتف بين جميع أعضاء الفريق وهذا ما أكده سيد عبدالحفيظ مدير الكرة بالأهلي الذي قال: عام2012 لن يسقط من ذاكرتي ما حييت بل سيظل عالقا بأذهان عشاق الأهلي ولم أكن أتصور أنه يحمل لنا هذه الأحداث الدامية والأوقات المرعبة والتي كان أخرها ما تعرضنا له في مالي ففجأة وبدون أي مقدمات ونحن نستعد لمغادرة باماكو علي متن الطائرة التونسية فوجئنا بإبلاغنا بأن مغادرتنا للفندق مستحيلة في ظل حالة الانقلاب في مالي والاشتباكات وإطلاق الرصاص لحدوث انقلاب عسكري ليسيطر علينا القلق من حدوث تطور في الأحداث وكنا نسمع أصوات إطلاق نيران بشكل مكثف ولم يمنع القلق و التوتر الشديدين تأمين الفندق بشكل جيد وتحولت العودة إلي مصر إلي حلم يراودنا جميعا, ولم نشعر بمتاعب رحلة العودة وكل ما كنا نتمناه أن تطأ أقدامنا أرض الوطن. وإستطرد قائلا: انطباعنا عن الشعب المالي بأنه طيب و مسالم لم يتغير والظروف التي تمر بها هذه الدولة حالة أصابت دولا عديدة في العالم خاصة في العالم العربي. وعن تأثير رفع علم الكيان الصهيوني خلال مباراة استاد مالي قال إن لاعبي الأهلي لا يركزون إلا في الملعب وإن كان هذا التصرف غريبا بالفعل علي الشعب المالي. وأضاف: علينا أن نغلق صفحة مباراة الذهاب ونستعد لمباراة الإياب الصعبة بالقاهرة وما تعرض له الفريق في مالي وإجراءات مخاطبة الإتحاد الأفريقي في هذا الصدد في يد مجلس الإدارة فقط. وأتوجه بنصيحة إلي فريق إنبي الذي من المقرر أن يلاقي سيركل باماكو في مالي في إياب دور ال16 لبطولة الكونفيدرالية بضرورة مخاطبة الاتحاد الافريقي قبل السفر حتي لا يتعرض لنفس الموقف. أحمد ناجي مدرب حراس المرمي ظهر عليه الإرهاق الشديد وأخذ يردد الحمد لله بمجرد نزوله من الطائرة وأكد أن الموقف كان صعبا وأدي إلي زيادة التكاتف بين الجهاز الفني واللاعبين وأشاد بموقف مانويل جوزيه الذي رفض اللجوء للسفارة البرتغالية في مالي وأعلن أنه حضر مع بعثة الأهلي ولن يغادر مالي إلا مع الفريق. وقال: الشعب المالي طيب ومتحضر ولم يحاول الإساءة لبعثة الأهلي ولكن يبدو أن هذه الاضطرابات حالة عامة عرفت طريقها للعديد من الدول. خالد الدرندلي عضو مجلس إدارة الأهلي توجه بالشكر إلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة وأعضاء السفارة المصرية في مالي وكوت ديفوار الذين كان لهم الدور الأساسي في عودة بعثة الأهلي. وأكد أن الفريق استطاع التعايش مع الموقف وكل لاعب تعامل مع الأوقات الصعبة بطريقته مثل قراءة القرآن ولعب الكوتشينة وإن كان إطلاق النيران بشكل مكثف تسبب في حالة قلق لدي الجميع. وقال الدرندلي: اكتشفنا بعد هذه الرحلة أن مصر قيمة أكبر مما كنا نتصور. وأضاف أن مجلس الإدارة سيبحث موقف مباراة الإياب والفريق مرتبط بمباريات ودية قبل مواجهة بطل مالي بالقاهرة. وأشار إلي أن استاد مالي تحمل تكاليف الفترة الإضافية التي قضتها بعثة الأهلي في باماكو بسبب الأحداث والانقلاب العسكري هناك والاتحاد الافريقي والأهلي ليس لهم علاقة بهذه الأحداث ليتحملا تكاليف التأخر عن السفر. وأضاف أن مسئولي بطل مالي تفهموا الموقف دون حدوث أزمات.