صرخات متتالية أطلقها أهالي أسيوط بعدما وصلت الحال بهم إلي أن يتجرعوا المياه وهي مختلطة بالرمال والأتربة حيث أصبحت المياه تتلون حسب الكميات الغريبة التي تنزل من صنابير المياه وباتت مصحوبة برائحة نفاذة وطعم غير مستساغ حتي أصبح تركيب الفلاتر قاسما مشتركا في كل المنازل وذلك للحفاظ علي صحتهم وخوفا من التأثيرات السلبية والسيئة للمياه في أسيوط, ورغم تعدد شكاوي الأهالي بسوء حالة المياه وقيامهم بتحليلها علي نفقتهم الخاصة إلا أن مسئولي شركة المياه والصرف الصحي بأسيوط في واد آخر ولا يعبئون بصرخات المواطنين الذين أصبحوا في موقف لا يحسدون عليه دفعهم للمطالبة بعودة تلك المرافق للمحليات مرة أخري بعد ان تجرعوا المرارة علي يد هذه الشركة التي لا هم لها سوي تحصيل الفواتير المرتفعة والتي ألهبت ظهور المواطنين وتفرغوا لحل مشاكلهم الداخلية من سرقات وتلاعب في الأوراق الرسمية. قال محمد سمير من أهالي الوليدية ان مايشهده حي الوليدية هو مأساة بكل المقاييس حيث وصل حد الاستهتار بمسئولي شركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسيوط إلي أن يتركوا أهالي الحي يتجرعون مرارة المياه الملوثة بعدما انقطعت بهم كل السبل في الحصول علي كوب مياه نظيف وأن المياه التي تصل منازلهم عن طريق صنابير المياه لونها أسود داكن, وليس أي تفسير سوي أنها مختلطة بالأتربة والرمال وهو ماينذر بكارثة علي حياة المواطنين الذين أكتظت بهم المستشفيات الصحية ووحدات الغسيل الكلوي. واضاف أحمد طلعت نصر موظف أن شركة المياه تواصل انهيارها بعد تدهور الوضع داخل الشركة حيث تدهورت حالة الخدمات المقدمة للمواطنين وبات الأهالي في معاناة حقيقية من أمرهم فمنهم من لم يعد يشاهد المياه داخل شقته إلا لدقائق معدودة ومنهم من اضطر إلي العودة للعصور الوسطي باستخدام الوسائل البدائية وهي طلمبات المياه التي عفي عليها الزمن ومنهم من أضطر للذهاب للمناطق المجاورة لجلب المياه لأطفالهم قبل ان يموتوا عطشا وكانت الصاعقة في أن المياه التي تأتي للمنازل لونها أسود داكن محملة بالأتربة والرمال تربة طينية ويشاركه في الرأي محمد ثروت موظف قائلا إنني أقيم بالطابق الثالث في أبراج النصر بمنطقة الأزهر في قلب مدينة أسيوط ولا نري المياه إلا للحظات معدودة وهو مايعد كارثة بكل المقاييس فهل يعقل أن تحرم أسرة بالكامل من قضاء متطلبات لفترات تزيد علي ثلاث ساعات متصلة هذا بالاضافة الي توقف الحياة تماما في ظل حرارة الصيف الملتهبة. ويوضح عبدالله محمد حسين من أهالي منطقة الوليدية أن مشكلة مياه الشرب فاقت كل الحدود فما يحدث لنا حاليا لانجد له تفسيرا سوي أنه اهدار لكرامة المواطن الأسيوطي خاصة بعدما يتم قطع المياه بصفة يومية وعندما تأتي لنا نرها ولا نستطيع نلمسها خاصة أن المياه بها سم قاتل وهذا مايوضحه اللون الأسود الداكن الذي ينزل من صنابير المياه. وتحدث حماد عامر محمود موظف أن مسئولي شركة المياه بأسيوط يستخفون بعقول أهالي الوليدية حيث انهم تحدوا الجميع حتي لايثبتوا فشلهم في مشروع الصرف الصحي بمنقباد وحولوا خطوط الطرد علي الوليدية حتي لا يتوقف المشروع الذي تكلف ملايين الجنيهات بمنحة أمريكية. وحذرت الشركة المنفذة لمحطة الوليدية بأنها لا تستوعب الضغط الثنائي من القريتين ولكن مسئولي الشركة أفتوا بأن الخطوط تتحمل, معتمدين في قرارة أنفسهم بأنهم سيغلقون المياه علي أهالي الوليدية حتي يقل الاستهلاك وبالتالي يقل حجم مياه الصرف الصحي المتدفقة علي المحطة وفي نهاية المطاف تتحمل محطة الوليدية ضغط محطة منقباد وهذا مايشير الي كارثة حقيقية وهي سوء حالة وتهالك خط الطرد الرئيسي الذي لم يمر علي تشغيله سوي بضعة أعوام لا تتجاوز الخمس سنوات تقريبا ويشير ذلك الي شبهة تورط وإهدار للمال العام بين الشركة المنفذة والمسئولين الذين يقفون عاجزون عن اتخاذ أي قرارات عاجلة وأكبر دليل علي ذلك ماحدث العام الماضي عندما حدث هبوط لسطح الأرض في منطقة الوليدية بسبب الانفجارات المستمرة لشبكة المياه والصرف الصحي تحت الأرض. ويوضح هشام عمر عبدالرحيم مدرس أن المياه التي يستخدمها الأهالي في مدينة الوليدية غير صالحة تماما للاستهلاك الآدمي ورغم ذلك فالجميع تأقلم علي ذلك الوضع المخزي خاصة وان المياه بات لها لون بعد اختلاطها بحبيبات سوداء دقيقة للغاية ولها طعم غريب يؤكد الجميع أنه كلور مطهر للمياه أما الكارثة الثالثة فهي تتمتع برائحة كريهة تشبه رائحة مياه الصرف الصحي والدليل علي ذلك الشوائب الكثيرة التي تتبقي في كوب الماء الزجاجي بعد ترك الكوب لفترة طويلة ورغم كل ذلك فالجميع يهتم في المقام الأول بوصول المياه فقط دون النظر إلي المستوي الترفيهي الذي يتمتع به الآخرون ولكن مع الأسف يبدو أن مسئولي المياه يبحثون عن مايعكر صفو الأهالي ويفعلوه. وفي تعقيب للواء السيد البرعي محافظ أسيوط أكد أنه سيقوم بتشكيل فريق من وحدة متابعة المحافظة للوقوف علي المشكلات التي تواجه أهالي المحافظة وفي حالة ثبوت سوء حالة المياه سوف تتم مخاطبة شركة المياه لأخذ عينات وتحليلها بمعامل الصحة والتدخل الفوري في حالة عدم نقاء وصحة المياه علي صحة المواطنين.