كان أحد الأسئلة الرئيسية التي أثيرت عندما قامت' الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية' باغتيال قيادي حماس محمود المبحوح في دمشق, هو: كيف كان الموساد يفكر في المسألة؟ وكانت الأسئلة الفرعية المرتبطة بهذا السؤال كثيرة, فلماذا يتم إرسال جيش صغير لاغتيال شخص واحد, في حين أنه إذا كان الهدف هو القتل, فإن ثلاثة أو حتي قاتل أجير واحد يمكنهم أن يفعلونها, وهل لم يتم التحسب من جانب جهاز عاتي لوجود كاميرات المراقبة في كل مكان من دبي, ولماذا يتم استخدام كل تلك الجوازات المزورة, في وقت تم تحذير إسرائيل فيه من القيام بذلك مرتين من دول مختلفة, منها استراليا. الإجابة جاءت تدريجيا مع الوقت, فقد كان الموساد قد خطط لما يشبه فيلما سينمائيا, يموت فيه المبحوح ميتة طبيعية تماما, دون أن يشك أحد في أنه قتل, وبالتالي لن يهتم أحد بمحاولة الكشف عن وجود أناس دخلوا الدولة بجوازات سفر مزورة, ولن يقوم أحد بمراجعة الكاميرات التي تحتوي علي صور آلاف الأجانب في المدينة, وسيعود هؤلاء من حيث أتوا دون لفت الانتباه, قبل أن يتم الكشف بعد سنوات طويلة مثلا, من جانب الجهاز ذاته, عن أن من مات قد قتل, وهو بالمناسبة نفس سيناريو محاولة اغتيال خالد مشعل في عمان, والذي تم اكتشافه, فقد كان من المفترض أن ينتهي الرجل بشكل طبيعي, لولا الفشل بدرجة صفر وقتها. هذه المرة, كان هناك أناس عاديون يتجولون في المدينة, ويلتقون مصادفة, ويتصلون ببعضهم البعض عبر مركز سيطرة خارج الدولة, ويتحركون من فندق إلي آخر, وبينما يمارسون حياتهم الطبيعية, يصاب شخص في مكان ما, في حجرة مجاورة لبعضهم, بمايشبه سكتة قلبية, إثر استرخاء شديد في عضلة القلب يوقف التنفس, والحقيقة أن احدهم قد قام بحقنه بمادة قد سببت ذلك. وكانت الأمور تسير بالفعل في الاتجاه المخطط له, لولا اكتشاف شرطة دبي أن الرجل قد قتل, لتنهار كل خطط الموساد, وتظهر صور الكاميرات, والجوازات المزورة, وكروت الائتمان المضروبة, وهو ما اعتبره البعض الإنجاز الحقيقي لشرطة دبي. وبدون تطويل, فإن احد أفراد الفريق قد استخدم وسادة في عملية خنق متعجلة غير مخطط لها لينهي القتل بسرعة, كما تم اكتشاف أثر الإبرة التي أدخلت في قدم الرجل, وبالتالي المادة المخدرة التي استخدمت في إحداث الشلل, وعملت الآلة الإلكترونية بعد ذلك, بكفاءة لم يتوقعها رجال الموساد, الذين يفكر بعضهم الآن بالطبع في السبب الذي لن يتم إرسال' واحد' لقتله بمسدس كاتم للصوت' وخلاص', فهناك فشل كبير قد حدث, في عملية لايستحق من قاموا بها سوي3 من10, علي الأكثر. [email protected]