عندما يتحول الفن بجميع أشكاله الي سلعة تجارية يخضع للقوانين التجارية من أرباح وخسائر مادية يتحكم فيها المنتج مهما كانت ثقافته فأقول علي الفن السلام وهذا أمر واضح في الثلاثين سنة الماضية بداية من الثمانينيات من القرن الماضي وانسحاب الأجهزة الإعلامية من الساحة الفنية في الإذاعة والتليفزيون والمسرح ووزارة الثقافة وتوقف الإنتاج الرسمي الذي كان منتشرا في مصر وفي المحيط العربي شمالا وجنوبا وكانت أفلامنا وأغانينا في كل بيت عربي وأصبح القطاع الاقتصادي في اتحاد الإذاعة والتليفزيون وصوت القاهرة هو المتحكم في الإنتاج ولايهمه المستوي الفني ولكن يهمه مسألة الأرباح وبعيدا عن الخسائر وهذا أمر مفروغ منه لأنه قطاع مالي يريد تحقيق الأغراض التي أنشيء من أجلها وهنا لابد أن أسأل( أين إذا القطاع الفني) والذي يتحمل مسئولية اسم مصر الفني أمام العالم. وبما أننا من الشعوب الاستهلاكية ونستورد كثيرا من احتياجاتنا من الخارج فهل نترك الساحة الفنية للهجوم الفني من تركيا وسوريا وإيران ولبنان وأصبحنا في حفلاتنا وحتي يحقق الحفل إيرادا لابد أن يكون النجم من غير المصريين والذين كان لنا الفضل في صناعة نجوميتهم وعلي سبيل المثال وليس الحصر المسلسلات التركية والسورية والمسلسل الإيراني الذي استحوذ علي نسبة مشاهدة كبيره( قصة سيدنا يوسف) وأصبحت الحفلات التي تحقق إيرادات كبيرة هي التي يشترك فيها النجوم الذين صنعناهم كاظم الساهر ومحمد عبده ونانسي عجرم وأصالة وغيرهم والغرض الذي من أجله أتناول الكتابة في هذا الموضوع هو أنه مازلنا أقوياء ونملك أدوات فنية وخبرات تفوق وتتفوق في كل المجالات فمازالت صناعة السينما هي الأولي في المنطقة وكذلك الإذاعة والتليفزيون ولكن الهبوط الذي ظهر في الساحة الموسيقية والغنائية سببه وعلاجه يبدأ من عند الإذاعة وصوت القاهرة لأن هذه الأجهزة تملك الميزانية القادرة علي الانتاج الراقي والتي لاتملكها أي أجهزة أخري ولأن الإذاعة تملك; أذن المستمع بعكس التليفزيون لمشاهدة الصورة بدرجة أكبر من الاستماع ولأن الإذاعة تركت الإنتاج وتركته للشركات التجارية التي لايهمها إلا الربح المادي وهذا حقها فظهرت كل الأغاني الاستهلاكية والهابطة, وصوت القاهرة والذي أنشيء للأعمال الموسيقية والغنائية أصبح كل اهتمامه هو الأعمال الدرامية( المسلسلات) واختفت الأعمال والأشكال الموسيقية والتي لايقدر عليها إلا الفنانون المصريون وهي غناء المجموعة والثلاثي والثنائي والقصائد ولولا هذه النوعية من الأغاني والتي استفدنا منها في هذه الفترة منذ قيام ثورة يناير وحتي الآن وأصبح المطربون السابقون عبد الوهاب وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ وشادية ومحمد قنديل هم مطربي الثورتين ثورة يوليو وثورة يناير وكأن شعراء وملحني ومطربي هذه الفترة في غيبوبة ومحتاجون لوضعهم في غرفة الإنعاش وأقول لكم إن الفن الجيد يؤثر في النفس ويسمو بالبشر وإذا أردت أن تعرف شعبا أو وطنا تعرف علي أغانيه وموسيقاه. والله ولي التوفيق