كنا في سالف العصر والزمان وفي عصر الاسطوانة والجراميفون ثم بعد ذلك الإذاعة اللاسلكية نستمع ونستمتع بنعمة السمع التي أنعم الله بها علي عبيده وكان كل مستمع يطلق خياله فيما يسمعه ويتخيل نفسه بطل الموقف في الأغنية ويطرب فرحا أو شجنا ويتمايل ويعيش مع الأنغام ويطلق خياله ويقضي وقتا ممتعا مع الاسطوانة أو الراديو وسيطرت الإذاعة بما تقدمه من أغان وبرامج وصور غنائية وأغان دينية ووطنية حتي أن هذه الأغاني مازالت هي التي نعرفها في أول رمضان( وحوي ياوحوي لأحمد عبد القادر ورمضان جانا لمحمد عبد المطلب وفي العشرة أيام الأخيرة نسمع شريفة فاضل وهي تغني وتقول( والله لسه بدري يا شهر الصيام لحن عبد العظيم محمد) أما الأغاني فالحديث عنها يحتاج لصفحات كثيرة وخصوصا الأغاني الوطنية وكانت دعما كبيرا لثورة يوليو لسنة1952 وكذلك كانت دعما لحركات التحرر في أفريقيا وخصوصا جبهة التحرير الجزائرية وقد قال لنا الرئيس الجزائري هواري بومدين سنة1972 في الاحتفال بعيد التحرير الجزائري العاشر وكان جميع الفنانين الذين شاركوا بالغناء مدعوون في القصر الجمهوري وقال للمطرب محمد قنديل كنا نسمعك ونحن في الخنادق وصوتك يأتينا من إذاعة صوت العرب( أرض الجزاير هي العزيزة الغالية وكانت أناشيدكم تلهب حماسنا وكان المطربون والمطربات المصريون هم الفاكهة في كل حفلات البلاد العربية. وكانوا يتمنون مشاهدتهم لأنهم كانوا يسمعونهم فقط أما حاليا وبعد ظهور التليفزيون أصبحت الأغنية بصرية ونشاهدها بنسبة ثمانين في المائة وسيطرت علينا الصورة وفقدنا متعة ومزاج السمع والخيال وهذا ليس عيبا علي الإذاعة أوالتليفزيون ولكن عيب علي المتخصصين في تأليف الأغاني وهل تصلح للإذاعة( للسمع) أو للتليفزيون( للمشاهدة) وهذا يعود لضعف الأجهزة المسئولة عن الموسيقي والغناء والتي أصبح ليس لها وجود في قلعة ماسبيرو وفي اتحاد الإذاعة والتليفزيون وأكرر وأسأل من هو المسئول عن التخطيط أو وضع ميزانية الموسيقي والغناء هذا السؤال لم تتم الإجابة عنه منذ خمس سنوات والاهتمام بالمسلسلات إذاعيا وتليفزيونيا والاهتمام بمباريات كرة القدم والمصارعة لايجب أن يلغي الاهتمام بالموسيقي والغناء ووضع تخطيط وميزانية تليق بقيمة وفائدة الموسيقي والغناء وإلقاء الضوء علي مطربينا ومطرباتنا والتركيز علي انتشارهم لأنهم ثروة قومية تحتاجها في كل وقت في السلم وفي الحرب وفي المجتمع ولدينا مؤلفون وملحنون ومطربون ومطربات علي درجة كبيرة من الثقافة والصلاحية واتحاد الإذاعة تعاقد مع مطربتين فشل مع الأولي بفعل فاعل وأرجو ألا يفشل مع المطربة الثانية والمطربة الأولي كانت( آمال ماهر) والمطربة الحالية هي( ريهام عبد الحكيم) وصناعة النجوم لابد أن يكون لها متخصصون في الإذاعة والتليفزيون وصوت القاهرة ليس من المعقول أن نحتاج للمطربين الذين فرضتهم علينا أجهزة الدعاية والاعلان في حفلاتنا ويختفي نجومنا لضعف المقاومة من أجهزتنا الرسمية وهذه سياسة واضحة من الشركات غير المصرية والتي تحتكر الأصوات والحفلات وتفرض علينا نوعية غريبة من الغناء ولاتسمح بظهور الغناء المصري الرفيع بل تشجع الغناء الهابط وتذيعه علي أنه هو الإنتاج المصري. وأنادي وأقول يا أهل ماسبيرو ورئيس الاتحاد نظرة وعوده الي أصل الغناء وهو السمع وتطوير الأغنية التليفزيونية بحيث تصلح للسمع والبصرالاهتمام بالموسيقي والغناء واجب وطني. والله ولي التوفيق