كتبت فاطمة سويري: لم تنجح المحظورة في خطب ود التجمع أو كسبه في صفها, هذا ملخص اللقاء الذي تم أمس بين قيادات الإخوان والحزب اليساري في مقر الأخير, في أول لقاء من نوعه منذ أربع سنوات. وانعكست الخلافات علي وجوه التجمع التي اعتلاها الجمود, مؤكدين رفضهم رد الزيارة والذهاب إلي مكتب الإرشاد, فيما حاول قادة المحظورة الإخفاء وقالوا إن اللقاءات ستستمر خلال المرحلة المقبلة. وفي الحوار العاصف بين الجانبين خلال اللقاء, ارتفع صوتا فريدة النقاش وسمير فياض, نائبي رئيس التجمع, مطالبين وفد المحظورة بتوضيح موقفهم من قضايا الحريات والأقليات والدولة المدنية, حيث قالت النقاشي: لابد أن توضحوا موقفكم من الأقباط والمرأة مصرية الفكر والإبداع, خاصة أن صمتكم غير المبرر من قضايا الفتنة الطائفية والإرهاب يجرح موقفكم المعلن حول الحريات العامة.. فسارع محمد علي بشر, عضو مكتب الإرشاد, باجابة: النقاش مؤكدا أن الإخوان ضد الدولة الدينية ومع إقامة دولة مدنية وهذه الفقرة سحبت من برنامج المحظورة قائلا: نحن نؤيد حق الأقباط والمرأة في الترشيح لكل المواقع وفقا للدستور. وسألهم نبيل منصور أمين حزب التجمع بالقليوبية: كيف نتفق وأنتم الذين اسقطوا خالد محيي الدين زعيم الحزب في انتخابات2005, فرد سعد عمارة ممثل المحظورة في دمياط: نحن نعترف بوجود أخطاء في الماضي ولكننا سنفتح صفحة جديدة. وفي الوقت الذي أكد فيه محمد علي بشر أن اللقاء كان ايجابيا ويبشر بمستقبل جيد للعمل الوطني المشترك في مواجهة قضايا الاصلاح وقانون الطوارئ والتعديلات الدستورية, إلا أن محمد فرج الأمين المساعد للتجمع أكد لالأهرام المسائي أن ما طرح خلال الاجتماع ليس جديدا ويتم العمل فيه مع جميع القوي السياسية وأن اجتماع أمس كان رسالة يريد مكتب الإرشاد توصيلها للجميع وهي التجديدات الفكرية التي حدثت بداخله إذا صح ما أعلنوا عنه من إقامة دولة مدنية. ونفي فرج بشدة إبرام أي تحالفات مع المحظورة مؤكدا أن التجمع لن يذهب لمكتب الارشاد فنحن حزب شرعي في مقر شرعي والزيارات والتحالفات الرسمية نجريها مع الأحزاب الشرعية. وخلال الاجتماع أكد الدكتور سمير فياض نائب رئيس الحزب الذي كان يرفض استقبال المحظورة, أن الخلافات الفكرية مهمة ولا يمكن تجاوزها وأننا في حزب التجمع لها نأخذ قرارات فردية, فقاطعه محمد البلتاجي عضو مكتب الارشاد قائلا إن الخلافات الفكرية والإيديولوجية من طبائع الأشياء وأننا لن تحسم هذه الخلافات في هذا اللقاء. واللافت للانتباه عدم حضور كل من سيد عبدالعال الأمين العام للحزب, ومحمد سعيد أمين العمل الجماهيري للقاء رغم وجودهما بالحزب ورفضا التعليق علي ذلك كما غاب رئيس الحزب لعدم حضور المرشد العام. وقال الدكتور رفعت السعيد, رئيس حزب التجمع لالأهرام المسائي, معلقا علي اللقاء نحن لا نتفق مع الجماعة المحظورة علي أي عمل مشترك. وتعليقا علي اللقاء, أكد صلاح عيسي, رئيس تحرير جريدة القاهرة وعضو التجمع, أن ما فعلته الجماعة المحظورة في وسائل الإعلام من مطالبتها بالدولة المدنية ماهو إلا ضحك علي الذقون, وهدفهم من ذلك التوصل إلي اعتراف الأحزاب المدنية بهم وأن يشاركوا في التحالفات التي تجريها الأحزاب والحركات الموجودة في الشارع ليأخذوا شرعية الاعتراف بهم. وأضاف أن الدوملة المدنية هي التي لا تنحاز حكوماتها في تشريعاتها وإجراءاتها وظائفها ولوائحها لأي تمييز بين رعاياها وأن يتم الفصل بين الدين والسياسة بشكل واضح وعندما يوافق الجماعة علي هذا فعندها يكونون جادين في تصريحاتهم.