نجحت ثورتنا المجيدة بسبب التفاف الشعب حولها ونصرة الجيش لها, وذقنا حلاوة الحرية والديمقراطية بعد عشرات السنين من الطغيان والفساد وأصبح شباب الثورة أبطالا يتسابق الكل في مديحهم بل وتملقهم. وصاروا وحدهم الأعلي صوتا, وأوامرهم نافذة علي الحكومة والمسئولين كافة, خاصة مع تساهل وضعف أولي الأمر والمتشبثون بالكراسي وأصحاب الأيدي المرتعشة... هذه المكانة الرفعية دفعت الكثير من الانتهازيين واللصوص والادعياء والمجرمين إلي القفز والوثوب وكثرت أعدادهم متزاحمين لتقسيم الغنيمة وقبض مكاسب الثورة والحصول علي أقصي ما يستطعيون نهبه, حتي طغي الكاذبون والمزيفون علي الأصلاء والثوار الحقيقيين الأطهار. نعلم جميعا أنه قد عاصرت أحداث الثورة هجوم ممنهج ومنظم علي جميع السجون وأقسام الشرطة وتم حرق الأقسام والسجون وإخراج المجرمين وسرقة الأسلحة والمحتويات.. وحتي الآن لم نعرف من هي الجماعة التي قامت بهذه المؤامرة الحقيرة الموجهة ضد مصر وشعبها المسكين ولكن المقطوع به أنها جماعة منظمة وممولة وخائنة.. ولقد تصدي بعض رجال الشرطة الشرفاء لهؤلاء المجرمين قياما بواجبهم, ودفاعا عن أنفسهم ومنشآتهم ووطنهم مما أدي إلي إصابة أو وفاة بعض المجرمين, وكذا وفاة وإصابة بعض رجال الشرطة المدافعين. ولكن للأسف وفي خضم الرعب والخوف ومع الصوت العالي اعتبروا المجرمين المهاجمين للأقسام والسجون والمرافق العامة ضمن شهداء ومصابي الثورة زورا وبهتانا وقبض الأدعياء وأهلوهم آلاف الجنيهات من خزانة الدولة التي تعاني الخواء سلمتها لهم الأيدي الحكومية المرتعشة.. ليس هذا فقط بل قبضوا علي المجني عليهم من رجال الشرطة وسجنوهم وقدموهم لمحاكم الجنايات باعتبارهم مجرمين.. وإذا تجاسرت محكمة شجاعة عادلة فقضت ببراءة بعض هؤلاء الأبطال حراس الأمن والأمان قامت الدنيا ولم تقعد علي الشرطة وعلي القضاء أيضا وكسروا المحكمة وحاولوا حرقها بمن فيها من القضاة, وكيف لا وهم يقضون بالحق والعدل ضد الثوار أو الذين زعموا أنهم ثوار وهم مسجلون خطرون أندسوا لكي يقبضوا ويصيروا زعماء مسموعي الكلمة وفوق كل الرقاب, وليذهب الحق والعدل والقانون إلي الجحيم وليهرب رجال الشرطة بعد ذلك فيتقاعسون عن أداء واجباتهم حرصا علي سلامتهم وليحترق الوطن كله علي من فيه, ولكي يستمر المسلسل الكاذب المزيف... والمطلوب إجراء تحقيق قضائي عادل محايد لفرز الطيب من الخبيث والتفرقة بين المجرمين والشهداء الحقيقيين وكذا المصابون فلا يمكن أن يتساوي ثائر أعزل قتل في ميدان التحرير دفاعا عن الحرية والديمقراطية, مع مسلح ومسجل خطر هاجم السجون وأقسام الشرطة ومنشآت الدولة بأحدث الأسلحة, وإذا كان هو وأهله قد خدعوا سلطاتنا المرتعشة, فلن يخدعوا رب العاملين سبحانه ولن يسمح بأن يدخلهم جنته مع الشهداء الأطهار, والسلام علي من اتبع الهدي. [email protected]