وصف الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب, الثورة المصرية المجيدة ثورة25 يناير الناجحة بأنها لا سابقة لها في التاريخ المصري الحديث, التي استطاعت بضربة واحدة وفي زمن قياسي أن تسقط النظام القديم وأن تجبر الرئيس السابق علي التنحي. وقال الكتاتني في كلمة له في بداية جلسة البرلمان برئاسته أمس عن الثورة إن الخطوات التي تحققت من انتخابات مجلس الشعب ثم الشوري ثم بعد ذلك اختيار اللجنة التأسيسية لوضع الدستور الجديد, ثم بعد أيام فتح باب الترشيح للانتخابات الرئاسية10 مارس, وكل ذلك ما كان ليتحقق لولا ثورة25 يناير.. وفيما يلي نص الكلمة: أود في بداية هذه الجلسة.. أن أسترعي نظركم جميعا.. اننا علينا أن نقف اليوم لنتأمل لحظة فارقة, مرت بها مصر منذ عام, نقف لنسترجع الذكري, ونستلهم العبر مما جري. فقد انبلج فجر الثورة في الخامس والعشرين من يناير2011, وبزغت شمسها في كبد السماء, يوم الحادي عشر من فبراير, ليتنحي الرئيس السابق, ويتبدد كل ظلام, وتفسح الثورة لمصر طريقا من الأمل, والحرية والعدالة الاجتماعية, وديمقراطية النظام, ونهضة شاملة لمصر. علينا أن نتأمل في هذا الحدث, وماذا جري بعد مرور عام علي تلكم اللحظة الفارق..؟! وندقق في حساباتنا بشفافية ومكاشفة؟!, لأن ما أنفقناه من رصيد علي مختلف الأصعدة, أكبر مما بقي بين أيدينا, ومن هنا علينا أن نأسف كثيرا علي كل يوم يمر علي مصر, ونحن نتأخر فيه عن البناء. إننا نستعيد اليوم ذكري نجاح الثورة المصرية المجيدة, التي لا سابقة لها في التاريخ المصري الحديث, التي استطاعت بضربة واحدة وفي زمن قياسي أن تسقط النظام القديم, وأن تجبر الرئيس السابق علي التنحي.. وأعقبت ذلك بتعطيل العمل بدستور1971, وحل مجلسي الشعب والشوري السابقين.. ووضعت أساسا جديدا للمرحلة الانتقالية, ثم صدرت قرارات مهمة, استجابة للثورة, أبرزها قرار إحالة الرئيس السابق ورموز نظامه الي المحاكمة الجنائية. غير أن مسار الثورة قد طرأت عليه بعض الأشواك والتحولات.. خاصة خلال الربع الأخير من العام المنصرم, إذ خالط مسارها ما غبر نضارتها, ومرت بمحطات معتمة. فعلينا أن نستحضر المشاهد المظلمة, أمام مبني ماسبيرو وفي شارع محمد محمود وأمام مجلس الوزراء. علينا أن نستحضر أيضا ذلك المشهد الدموي المؤسف باستاد بورسعيد, الملئ بالألغاز, والتي تعمل علي تفكيك شفرتها تحقيقات: برلمانية, وسياسية, وجنائية جارية. علينا أن نتأمل كثيرا في إصرار حشود جماهيرية علي اقتحام مقر وزارة الداخلية, وعدد من مديريات الأمن وأقسام الشرطة بالمحافظات. إننا في حاجة الي المكاشفة والمصارحة, وفي حاجة الي التأكيد علي سلمية الثورة المصرية التي أدهشت العالم في مراحلها الأولي. إننا في حاجة الي السمو بالسلوك الجماهيري للحشود, وتطبيق القصاص من المتورطين في اراقة الدماء وازهاق أرواح المصريين. إننا في حاجة الي التنبيه علي ضرورة الكف عن الخرق المتعمد لقواعد القانون والاعتداء الجسيم علي الأرواح والممتلكات. والتنبيه علي خطورة الانتقاص من المسيرة الديمقراطية التي أقرها الشعب بملايينه التي خرجت للتصويت في انتخابات مجلس الشعب. إن مجلسكم الموقر, لم يأل جهدا منذ يومه الأول, من العمل علي الدفع بمطالب وأهداف الثورة قدما, حيث ناقش وقرر, وأعلن اكثر من مرة أنه مجلس شعب الثورة, وأن الثورة مستمرة, وأن المجلس مؤتمن علي الثورة يرعاها ويلبي مطالبها. وخلال أيام معدودات مرت علي انعقاد المجلس, اتخذ قرارات هامة, وأجري مناقشات مستفيضة حول العديد من القضايا, ولايزال أمامه العديد من التحديات الأخري, أهمها: تعديل القوانين التي فتحت الباب أمام الفساد والاستبداد, وسن التشريعات التي تحمي الارادة الشعبية, وتحمي الحقوق والحريات, وتبني دولة العدل والقانون. ونواب الشعب ليسوا مكلفين باستكمال مطالب الثورة فحسب, بل بتحقيق كل أحلام الشعب وتطلعاته, التي تحتاج منا جميعا العمل الجاد, كل في مجاله, حتي نستكمل البناء, ونحقق المستقبل الذي ينشده الشعب من وراء ثورته. إن الثورة قد نبهت الشعب الي حقوقه.. وجعلت ارادته الحرة هي صاحبة القرار الأصيل, وأنه لن يستطع أحد بعد اليوم أن يفرض وصايته علي الشعب, ان الشعب الذي حقق هذه الثورة, قادر علي استكمالها وحمايتها وبناء مستقبله المنشود. إن يقيني, هو أن مصر, بتعاون أبنائها واخلاصهم, ستبقي واحة أمن وأمان, مهما اعتراها من الفتن, لان الارادة الإلهية قد قضت أن تكون مصر في رباط الي يوم القيامة, لان جندها هم خير أجناد أهل الأرض.