لم تختلف طريقة التعامل مع المأساة الإنسانية التي شهدها ستاد بورسعيد علي هامش لقاء الأهلي مع المصري عما كان يحدث في أيام النظام الفاسد, وهو أمر طبيعي لأننا نتعامل مع الأشخاص أنفسهم الذين لم تغرب وجوهم ولم يصبهم الدور في التطهير! وإذا نظرنا إلي الخريطة الرياضية بعد أيام قليلة من الحادث المروع سنكتشف أن الأحداث تعيد نفسها, فمجلس الأهلي يبالغ في ردود فعله الإعلامية دون أن يدري أنه بذلك يشعلها نارا لأن الأمر جاد خطير وينذر بكارثة أكبر بعد أن تصدرت كلمة الموت المشهد, ومن هنا أجد قرارات وتصريحات تحاول أن تداري شيئا ما بإصدار لحكم مسبق أدان كل ما هو بورسعيدي مع أن جهات التحقيق المشكلة لذلك لم تقل كلمتها بعد, وغاب عن الجميع أنه كثيرا ما ذهبت فرق النادي الأهلي إلي بورسعيد دون أن تتعرض لهذه الإبادة الوحشية, وما كان يحدث لم يكن يتعدي مناوشات كرة القدم العادية حتي لو شابها بعض العنف! وفي رأيي أن الإسراع بإصدار الحكم علي جماهير بورسعيد وحسام وإبراهيم حسن ما هو إلا تذكية لانفعالات قائمة بالفعل يراد بها أن يغيب الفاعل الحقيقي وهو بالتأكيد ليس طرفا واحدا, وإنما عدة أطراف منها مجلس الأهلي الذي يداري نفسه في سرادق العزاء الكبير, فقد كان من حقه أن يرفض لعب المباراة, وهو كثيرا ما أجل مسابقات من أجل لقاء أو رحلة عربية, وكان بإمكانه أن يتخذ إجراءات علي الصعيد الرياضي والأمني, وأضعف الإيمان ألا ينظم رحلات جماهيرية بطريقة عشوائية ويختفي هو عن الصفوف مع أننا كنا نراهم في ستاد القاهرة وفي قطر علي هامش مباراة بايرن ميونيخ يكشفون عن ابتسامات أمام الكاميرات! فيا ألتراس الأهلي.. يا من وحدكم تنزف قلوبكم دما, وتتألمون بعد أن فقدتم إخوانكم وأصدقاءكم, ولن تروهم مرة أخري بعد أن كنتم ليلا نهارا مع بعضكم تحملون حلما وتتشاركون أملا ومستقبلا.. يا ألتراس الأهلي لا تخدعنكم أساليب مبارك التي تعاد صياغتها الآن, ولا تجروا وراء من يعلن أنه يطلب لكم القصاص.. من يهتف في ميكروفون.. ومن يرفع لافتة.. ومن يرتدي السواد.. فكلهم أخطأوا, وما يبحثون الآن إلا عن طوق للنجاة!